وفيها عرف فرح الفيلسوف نيتشه ونقل شذرات من فلسفته الهوجاء، وجاءت السنة السادسة فنشر فصولا من رائعته «مريم قبل التوبة»، وأثرت أميركا المادية به فرأى في نيتشه كل شيء، وتهوس حتى قال شعرا هو الأول والآخر من نظمه، فجاء كالأراجيز، وألقى خطابا أمام شلال نياغرا أشبه بخطبة رنان أمام الأكروبول فيه روح نيتشه أو نازيته إن شئت، وإليك بعض أبياته الشعرية التي بناها على فلسفة نيتشه:
عج بالجبال ولا تعج بالوادي
إن شئت رؤية هذه الأمجاد
واركب لها قطر البخار فقد مضى
عصر النياق وصوت ذاك الحادي
واطلب إليها أن تطير ولا تقل: «مهلا فإنك سائر بفؤادي»
فالوقت وقت إرادة صماء تص
رع كل معترض سبيل جهاد
مات القديم فكفنوه فما له
ما بيننا من رجعة ومعاد
Bog aan la aqoon