195

Judad Wa Qudama

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

Noocyada

في روحه أمل يضيء

وفي شبيبته غلاب

وأي نور أهدى من نور الأمل وأوضح، وأي عزم أمضى وأغلب من الشباب، بل أي صرخة ديمقراطية أروع من ختام قصيدتك هذه: «فلكم حياتي يا شباب.»

إن كلمة «دائما» في صدر هذا البيت، بيت الختام لم تعجبني؛ ولذلك اكتفيت بالعجز، ورب عجز كان خيرا من ألف صدر، يظهر أنكم يا آل سعود، تحرصون على الديمقراطية في كل مقام، وحسبكم أنكم رفعتم السجف التي كادت تفصل بين العبد والمعبود، فقضيتم على «الواسطة» في دينكم ودنياكم.

فيا طويل العمر، دع الفكرة التي حدثتنا عنها في مقدمة ديوانك، انس المركز والنفوذ والمال، ولا تظنن أننا نحابيك ونمالئك لأجل ذلك، ثق أنك قد عملت في ديوانك بقول فرلين الشاعر الفرنسي الخالد: خذ الفصاحة وفك رقبتها، فديوانك إذا لم يعج بزخرف الفصاحة وبهرجتها وزبرجها ، فهو حافل بالشعر الصحيح الفصيح، ولا غبار على بيانه.

قال كاتب عظيم أحدث عهدا من فرلين: عندما تعوزنا الأفكار نلجأ إلى الفصاحة، وأنت والحمد لله، قد أغناك تفكيرك عن تزويق تعبيرك.

قال شاعرنا الأستاذ صلاح لبكي في تقديمه ديوانك: فمحروم بعيد جد البعد عن شعراء الصحراء الأقدمين والمحدثين معا، وهو أقرب ما يكون إلى شعراء لبنان، وإلى الشعراء الوجدانيين منهم.

أما أنا فأزعم أنه ليس في الدنيا شاعر صحراء ولا شاعر غوطة ولا قديم ولا جديد، إنما هناك نفوس وطباع، ونجد مهد الشعر العربي وسريره، والليونة - اللهم في الشعر - من سمات قولهم، ولعل طبيعة المحيط التي تشبه لبنان هي التي قربت بين محروم وبيننا، وها هو محروم شاعر الأمراء، يدلنا على عمل المحيط حيث يقول في أولى قصائد ديوانه:

هل تذكرين بوادي «وج» وقفتنا

وقد أفاضت علينا الطهر عيناك

Bog aan la aqoon