8802

مجلة البحوث الإسلامية

مجلة البحوث الإسلامية

Noocyada

النصوص وفتاوى الصحابة " (١).
ومن آثار الإمام أحمد:

(١) إعلام الموقعين (٤/ ٢٠٦).
١ - المسند:
وقد تساءل ابنه عبد الله بن أحمد: كيف يكره أبوه وضع الكتب وقد عمل المسند؟! فأجابه الإمام أحمد: "عملت هذا الكتاب إماما، إذا اختلف الناس في سنة عن رسول الله ﷺ رجع إليه".
وصدق الإمام أحمد ﵀ فإن هذا الكتاب الجليل من أكبر كتب السنة التي وصلت إلينا، وأعظمها نفعا، وأغزرها مادة، وقد قال أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني: "هذا الكتاب أصل كبير، ومرجع وثيق لأصحاب الحديث. انتقي من أحاديث كثيرة، ومسموعات وافرة، فجعل إماما ومعتمدا، وعند التنازع ملجأ ومستندا" (١).
طريقة ترتيبه:
المسانيد هي: الكتب التي جمع فيها مؤلفوها أحاديث كل صحابي على حدة، بدون النظر إلى موضوعات هذه الأحاديث.
قال الصنعاني: " وشرط أهلها - أي: أهل المسانيد - أن يفردوا أحاديث كل صحابي على حدة - بكسر المهملة -. . . ". ثم قال: "من غير نظر إلى الأبواب التي تلائم الحديث، كما يصنعه غيرهم من المؤلفين على الكتب والأبواب، ويستقصون جميع حديث ذلك الصحابي كله " (٢).
قلت: وهذا ما عمله الإمام أحمد في مسنده، حيث أفرد أحاديث كل

(١) خصائص المسند (ص٢١) وطبقات الشافعية (٢/ ٣١).
(٢) توضيح الأفكار للصنعاني (١/ ٢٢٨).

25 / 249