137

مجلة البحوث الإسلامية

مجلة البحوث الإسلامية

Noocyada

مسلمة، نابكم الذي تفترون عنه، ومجنكم الذي تستجنون به، أصدروا عن رأيه (١).
ومع أن إخوة لمسلمة تولوا الخلافة دونه، ظل هو بينهم النجم المتألق الثاقب بجهاده وكفاحه، وقال عنه مؤرخ الإسلام الذهبي: كان مسلمة أولى بالخلافة من إخوته. وليست العبرة بالمناصب والمراتب، ولكنها بالإرادة والعزيمة، والإقدام، وعمق التفكير، وحسن الخلق.
وكانوا يلقبون مسلمة بلقب الجرادة الصفراء، لأنه كان متحليا بالشجاعة والإقدام، مع الرأي والدهاء؛ ومع أنه تولى إمارة أذربيجان وأرمينية أكثر من مرة وإمارة العراقين (٢)، ظل يواصل الجهاد، ويتابع المعارك، منذ تولى والده الخلافة سنة خمس وستين وظل مسلمة على هذه الروح البطولية حتى لحق بربه سنة إحدى وعشرين ومائة.
* * *

(١) مروج الذهب للمسعودي ج٣ص١٦١
(٢) العبر ج١ص١٥٤
وهذه إشارات سريعة إلى سلسلة المعارك التي خاضها:
* في سنة ست وثمانين غزا مسلمة أرض الروم. وفي سنة سبع وثمانين غزا أرض الروم، ومعه يزيد بن جبير، فلقي الروم في عدد كثير بسوسنة من ناحية المصيصة، ولاقى فيها ميمونا الجرجماني، ومع مسلمة نحو من ألف مقاتل من أهل أنطاكية عند طوانة، فقتل منهم بشرا كثيرا، وفتح الله على يديه حصونا.
*وفي سنة ثمان وثمانين فتح مسلمة حصنا من حصون الروم تسمى طوانة، في شهر جمادى الآخرة، وشتوا بها، وكان على الجيش مسلمة والعباس بن الوليد بن عبد الملك، وهزم المسلمون أعداءهم، ويروى أن العباس قال لبعض من معه: أين أهل القرآن الذين يريدون الجنة، فقال له: نادهم يأتوك. فنادى العباس: يا أهل القرآن. فأقبلوا جميعا، فهزم الله أعداءهم.
*وفي سنة ثمان وثمانين أيضا غزا مسلمة الروم مرة أخرى، ففتح ثلاثة حصون، هي حصن قسطنطينية وحصن غزالة، وحصن الأخرم (١). *وفي سنة تسع وثمانين غزا مسلمة أرض الروم مرة أخرى، حيث فتح حصن سورية، وقصد عمورية، فوافق بها للروم جمعا كثيرا، فهزمهم الله، وافتتح هرقلة وقمودية.

(١) انظر تاريخ الطبري، ج٦ ص٤٢٦، ٤٢٩، ٤٣٤، ٤٣٦ على التوالي

1 / 139