لا تلبث لورانس أن تبكي عند ما تراني مبعدا جبيني عن جبينها؛ إذ تعتقد أني ما عدت أحبها، فأخفف ما بها بنظرة أو بتبسمة، وأدعها تحب مصغيا إلى نغمات قلبها المسكرة، ناسيا كل شيء في سبيل جمالها الإلهي!
آذار سنة 1795
عند ما يهبط الظلام، يتحول كل منا إلى جهة، فتنام لورانس في الكهف وأنام تحت صخرة في الخارج، وهنا أحرس عليها ككلب أمين، حتى تستفيق من رقادها في الصباح وتناديني إليها، لا أعرف أية حرمة أحفظها للورانس فأردع نفسي عن لمسها، كأنما هي مخلوقة إلهية سقطت من الأثير العلوي فقدست التراب بقدميها!
نيسان سنة 1795
كم أحب أن أنظر إلى عينيها المغلفتين بالأحلام، بانيا ألف خيال من أخيلة السعادة بتلك الأحلام الذهبية، مؤسسا في هذه المملكة كوخا للحب الطاهر الشريف، آويا تحت أغصان الشجر غبطة لم يذق حلاوتها سوى قلبينا، شاريا راحة المساء العذبة بأتعاب النهار، حامدا مبدع الكائنات على تلك السعادة القاتمة المختبئة تحت طيات البؤس، قائلا للورانس: «أنت جزء من كياني، فانظري إلى نفسك في نفسي»، آه! لا يقدر أن يحمل هذا الحلم اللذيذ الذي اخترعه الله في هذا المكان من الطبيعة إلا الحب المستقطر من نواظر الطهر!
نوار سنة 1795
النهار يعقب النهار، والشهر يخلف الشهر، والسنة تتثاقل على هضبات الأزهار، رب! أنا منطرح على قدميك، فهل في سمائك شموس أجمل من هذه الشمس؟
العهد الخامس
غرونوبل في 2 آب سنة 1795، في الليل في منزل أحد النجارين الفقراء
ماذا؟ أأنا في هذا المكان؟ ... رب! اسهر عليها من عليائك! يا ملاك الرحمة، أجرها بجناحيك! ماذا! تركت لورانس أمانة عند الصخور؟ إن قلبي الكسير لشديد الحزن وتوبيخ الضمير يثقل عليه! •••
Bog aan la aqoon