Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda

Fahmi Sacid Shaykhu d. 1450 AH
85

Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda

جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ

Noocyada

تراقص صوتها إلى أذني وكأنه موسيقى ناي عذبة.

حاولت صرف النظر عن عينيها عل الارتباك يخف وأستطيع الكلام، انتبهت إلى الظرف في يدي. - أنا دافيت كاتب مقالات للصحف الأمريكية، أخبروني أنك الموظفة المسئولة عن استلام المقالات. - نعم، تفضل بالجلوس من فضلك.

بعدها كنت أتردد للإرسالية كثيرا، وأحاول كتابة أكثر من مقالة في الأسبوع لغرض رؤيتها أكثر فأكثر، شعرت بأنني معجب بها، لكن عيني كانت تقول أكثر من ذلك. كانت تتهرب من نظراتي وأحيانا أقبض عليها متلبسة بالنظر إلي.

ثم سكت هنيهة .. أخرج حسرة من جوفه وهو يقول: لكن الحب لعنة يا أرتين. - لعنة؟! وكيف يكون لعنة وكل هذا الشعور الجميل فيه؟! لقد كدت تقنعني أن أجرب الحب.

أطلق دافيت قهقهة وهو يقول: إذن جرب وتعرف حينئذ أنه لعنة. - دعك من هذا وأخبرني ما الهم الذي يأكل قلبك؟

عاد يتأمل البحيرة من جديد، ظل صامتا لدقائق، تدحرجت دمعة على خده، شعر أرتين بثقل الحمل الذي في جوفه؛ فالرجل ليس هينا عليه البكاء أمام رجل آخر .. ثم تحركت شفتاه وخرجت الكلمات تترى. - قبل شهر من الآن كنت ذاهبا كالعادة إلى مركز الإرسالية الأمريكية صباحا لأعطيها التقرير الأسبوعي، ونتبادل أطراف الحديث، وبيدي هدية صغيرة لها، لكن قبل أن أطرق الباب سمعت صوت ضحك وغنج ومغازلة خلف الباب، انقبض قلبي وكأن مقبضا حديديا عصره، كان صوت الرجل مألوفا على أذني، لكنني أردت التأكد أكثر فاسترقت النظر من الشباك وإذ بي أرى «فاتان» جالسة على ركبة «مانوكيان» وهما في جو رومانسي مريب وكأنهما في ملهى وليس في إرسالية محترمة. كانت الصدمة كبيرة يا أرتين. - ومانوكيان يعلم بحبك لها؟ - للأسف نعم.

دهش أرتين بذلك. - القائد مانوكيان يفعل ذلك؟! - أنت لا تعرف «مانوكيان» كما أعرفه، أناني خبيث لا يحب إلا نفسه، لكن لا، لن أدعه يفعلها، لن أدعه مهما كلفني الأمر.

شعر أرتين بالخوف، لم يكن خوفه على دافيت ولا على مانوكيان، كان خوفه على الثورة من هكذا قادة يتنافسون فيما بينهم على فتاة جميلة بينما المقاتلون نذروا أنفسهم للثورة والشعب! كانت مفارقة مؤلمة لم يشعر بالهوان تجاه الحزب كما شعر في ذلك اليوم، لكنه تعاطف مع دافيت وشعر أنه قد ظلم. - يا صديقي، لو كانت تحبك لما أسلمت نفسها إليه، اتركها فهي لا تستحق كل هذه المشاعر الصادقة. - لكن لولا تدخل مانوكيان لكانت لي أنا، لقد استغل مكانته ومنصبه وكسبها إليه. - التي تبيعك من أجل المكانة والمنصب لا تستحق أن تجعلها زوجة لك يا دافيت. - لكنني أحبها. - إنه لعنة كما وصفته. •••

حاول دافيت التوسط عند صديق له وهو مسئول كبير في الحزب بمدينة «بتليس» عله يتدخل في الأمر ويقنع مانوكيان بالابتعاد عنها، لكن قبل عودته من «بتليس» تزوج مانوكيان من فاتان، فانقطعت الأخبار عن دافيت. بعدها بيومين فقط داهمت قوة عسكرية نظامية البيت الذي كان يسكن فيه مانوكيان، لكنه استطاع الفرار قبل مجيئهم وحصلت إبلاغات على عدة مخابئ للأسلحة في الحي وتمت مصادرة خمسمائة مسدس واعتقال بعض الثوار معها.

أحدثت تلك العمليات المفاجئة صدمة للثوار وجعلت وجودهم في الحي الأرمني يشكل خطورة كبيرة، ولا أحد يعلم ما الذي يحصل، لكن مداهمة بيت مانوكيان وكشف مكانه بهذه الطريقة كان دليلا واضحا أن دافيت قد تحول إلى مخبر سري لدى الحكومة.

Bog aan la aqoon