Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Noocyada
تعالت ضحكاتهم، التفت إليهم بقية المعتقلين بوجوه ممتقعة، هذا وقت استراحتهم بعد يوم طويل وشاق من العمل .. جلس روبرت بقرب مايكل، فقال له بيتر: انظر إلى لون القطعة المثلثة على صدره، إنه أخضر. - على أي دين أو طائفة يدل؟ - إنه من الغجر، وهنالك لون آخر يعود أيضا إلى الغجر وهو الأسود. - ماذا يعني ذلك؟
رد روبرت بدلا من بيتر: اللون الأخضر مثلي يدل على الغجر من نوع «المجرمين المحترفين» لدى النازية، أما اللون الأسود فيدل على الغجر من نوع «أعداء المجتمع». - أنت مجرم محترف؟! - ألا يبدو على وجهي ذلك؟!
شعر مايكل أنهما ذوا روح مرحة رغم كل التعب والمشقة والضغط النفسي المسلط عليهما . - أعتقد أن المجرم الحقيقي هو الذي جمعنا هنا دون ذنب اقترفناه، وليس أنت أو أحد من المعتقلين هنا، لكن ماذا عن عرقكم؟ - العرق كذبة نازية، هذه وغيرها من الاتهامات ليست إلا تبريرات لقتل معارضيهم ومن يقفون أمام الرايخ وحلم بناء ألمانيا الكبرى، ألم يتم اعتقالك دون سبب؟ فقط لأنك يهودي؟ - بلى. - هل تعلم أن هنالك الكثير من اليهود في المنظومة النازية وفي مناصب كبيرة قد تم تغيير نسلهم في سجلات الدولة من قبل النازية أنفسهم؟ وحتى هنالك معهم من الغجر وشهود يهوا وغيرهم، لم لا يتم استبعادهم أو معاملتهم مثلنا؟ إن كان هدفهم العرق النقي من عدمه؟ القضية ليست عرقا يا صديقي، إنها أكذوبة يضحكون فيها على عقول الحمقى. - أذكر أنني قبل الاعتقال كنت أستمع إلى إحدى محطاتهم المحرضة على الكراهية ضدنا، وقد ذكر المذيع أشياء غير العرق، منها أن اليهود طفيليون ويعيشون على الآخرين ولا يحبذون العمل إلا في التجارة التي يتعاملون فيها بالربا ويمتصون دماء شعبنا الآري، في الحقيقة أنا قد اقتنعت ببعض كلامه حينها. - فلنفرض أنكم بالفعل كما يصفون كائنات طفيلية، ماذا عنا نحن الغجر نعمل في المصانع وإعمار البيوت ولا نتخلف بأي عمل عنهم، لماذا يتم معاملتنا هكذا؟ لماذا تم إدراجنا تحت قوانين نورمبرغ، وسلب ممتلكاتنا وحقوق المواطنة منا؟
نظر إليه مايكل باستغراب شديد وحرك رأسه: لا أعلم .. أمرهم محير فعلا. - لا يا صديقي ليس محيرا؛ فقد حصدوا الكثير من الأموال جراء طردهم لنا، ممتلكاتنا وتجاراتنا ومتاجرنا وبيوتنا كلها صودرت، أنتم اليهود أصحاب البنوك والتجارة، كلها تم وضع أيديهم عليها، حتى وإن كان بعض الألمان رافضين هذا التعامل القاسي تجاهنا إلا أن الأمور تجري لصالحهم ماديا، وهذا أهم شيء في الحياة، وليذهب الضمير إلى الجحيم.
استمر الحديث تلك الليلة وكل منهم يتكلم عما تقاسيه طائفته من ظلم واضطهاد شديدين، وأثناء كلامهما كان مايكل يتأمل وجوه المضطجعين حوله ويقول في نفسه: يا لغرابتنا نحن البشر ألا تسعنا هذه الأرض كلنا؟ أليست خيراتها تكفي وتزيد عن حاجاتنا؟
ألسنا مخلوقات متشابهة الخلق؟
هل لأحد منا أعضاء زائدة تميزه وترفع من شأنه؟!
لم هذا الإقصاء والاضطهاد والقسوة والقتل والتدمير والسجن والاعتقال، لماذا؟!
كل من هؤلاء لديه أم سهرت الليالي حتى أوصلته إلى هذا العمر، وأب احدودب ظهره وهو يتحمل ظروف الحياة ليوصل ابنه إلى ما وصل إليه، ثم يأتي أحدهم بدم بارد وفي أقل من ثانية يضع في رأسه طلقة بمسدسه لينقض ويهدم كل تلك الأيام والليالي من السهر والتعب؟ أو يضعهم في المعتقلات دون جريرة اقترفوها، لماذا كل هذه الوحشية والجبروت، لماذا؟!
الفصل السابع
Bog aan la aqoon