Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Noocyada
الفصل الخامس
القدس - فلسطين 1943م
في تلك الأزقة الضيقة والجدران الحجرية العتيقة وتكاتف البيوت مع بعضها البعض بقناطرها المقوسة الجميلة وروائح الياسمين التي تفوح بين حناياها وتتدلى أغصانها الرقيقة من منافذها العلوية، كان حسن يدفع العربة مع أخيه خالد متوجهين إلى الحي الأرمني، يتقدمهما العم أرتين بخطوات وئيدة متكئا على عكازه الخشبي المصنوع من خشب الزان المزخرف بأشكال وألوان مميزة.
وكان خالد يوبخ حسن طوال الطريق؛ لأنه لا ينتبه معه على تعرجات الطريق فيدفع العربة بقوة ويسبب اهتزازها وتحرك الأحجار عليها، فصاح خالد بأعلى صوته: يواش يواش ستنكسر زوايا الأحجار هكذا!
التفت العم أرتين ووبخ خالدا، وقال له: لا تستخدم كلمات تركية أمامي مرة أخرى!
ثم أدار وجهه وأكمل السير، ارتسمت علامات التعجب على وجه خالد وظل صامتا مذهولا، وحسن بالكاد يكتم ضحكته وهو فرح؛ لأن العم أرتين أخذ بحقه من خالد ووبخه .. اقترب من حسن وهمس بأذنه: ما به يكره الأتراك هكذا؟ - لا أعلم، أنا أيضا ذكرت أمامه خان «أوتزبير»، فوبخني مثلك، ولولا كبر سنه وصحبته للحاج صالح لما سكت عنه. - وأنا أيضا لولا البضاعة لما سكت عن توبيخه لي، أخشى أن يردها وأتسبب في خسارة زبون دفع نقدا.
عجوز أخرق .. تمتم خالد وعاد ليدفع العربة.
عند وصولهم إلى بيت العم أرتين أوصاهما بأن ينزلا الأحجار ويضعاها عند باحة المنزل تحت نافذة الغرفة المقابلة للباب الخارجي، وشرع الباب على مصراعيه ثم توجه إلى الداخل، وهو يقول: أكملا عملكما وأغلقا الباب وارحلا.
استشاط خالد غضبا من تصرفه وكلامه معهما بهذه الطريقة غير المهذبة، وقال لحسن: دعنا نكمل العمل بسرعة، بت لا أتحمل فظاظته، أخشى أن أفقد أعصابي وأرميه بحجر على رأسه فأدعه ينسى لغته ويتكلم اللغة التركية فقط.
رد عليه حسن وهو يضحك ويقطع حديثه من شدة الضحك: لا أستبعد أنه سيقص لسانه، وسيفضل أن يكون أخرس على أن يتكلم تلك اللغة.
Bog aan la aqoon