Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda
جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ
Noocyada
ثم سارا يمينا ودخلا أحد الأزقة ثم يسارا . - هذا مبنى المجلس اليهودي، كان أعضاؤه من اليهود يديرون شئون سكان الغيتو ويقدمون القرابين لأسيادهم، بعضهم كان يفعل ذلك ليحيا حياة طيبة على حساب الآخرين، والبعض الآخر كان يبرر فعلته بالقول: «إذا تركنا الأمر للنازية فسيكون عدد الضحايا أكثر.» حتى وصل الحال بهم ليكونوا آلهة يقررون من سيبقى ومن سيرسل للموت. وهذا مبنى الشرطة اليهودية، كانوا يتنافسون في البطش بأبناء جلدتهم حتى ينالوا الرضا من النازية ويحصلوا على الترفيعات! - مايكل، إن هذا الحطام قديم، يبدو أن المدينة تحررت منذ زمن .. انظر إلى الأعشاب التي نبتت بين الحطام. - إنك محق .. لكن بالرغم من ذلك لدي بصيص من الأمل أنني سأجدها.
كل شيء حولهما كان يقول إن المكان مهجور، أسرعا الخطى حتى وصلا زقاق المبنى، فجأة توقف مايكل. - ما بك يا مايكل، هل وصلنا؟ - لقد تذكرت يوم عدت من مقابلة السيد مارك في الحانة لأجل مرض سارة وعلاجها ثم أخبرني أنها ماتت، هنا في هذا المكان وقفت يومها أحدق إلى والدتي وهي على الشرفة تنتظر مني خبرا سارا عنها .. انظر يا روبرت تلك هي شرفة غرفتنا. - المبنى مهدم يا مايكل، والشرفة آيلة إلى السقوط .. مؤكد أن لا أحد فيه. - لا أريد الاقتراب أكثر، دعنا نخرج من المكان يا روبرت، بدأت أختنق، كل شيء هنا مرتبط بذكريات سوداء تعيسة، هيا علنا نجد أحدا خارج السور نسأله ماذا حل بأهل الغيتو. - هيا بنا.
صادفا رجلا طاعنا في السن خارج السور، كان بالكاد يستطيع المشي وهو متكئ على عكازه الخشبي اللامع .. اقترب مايكل منه وأعطاه ابتسامة صغيرة. - هل بإمكاني أن أسألك سؤالا؟
حدق بوجهه وتفحص ملابسه، ثم قال: إن كنت من أهل الحاجة فليس عندي ما أعطيك. - وهل يبدو على هيئتي ذلك؟! - حسن، وماذا تريد إذن؟ - دعني أجلسك على تلك المصطبة الحجرية، يبدو عليك التعب.
أمسكه من ذراعه اليمنى وتوجها بخطوات بطيئة نحو المصطبة الحجرية .. بعدما أخذ الرجل نفسا سأله مايكل: هل أنت من وارسو؟ - نعم أنا من يهودها. - يهودي! - نعم، وهل هناك ضير في ذلك؟ لم يمر بالوقت الطويل حتى تخلصنا من أولئك النازية الملاعين، ثم تأتي وتستغرب أني يهودي!
وكأنه كان يوبخ مايكل بتلك الكلمات. - على رسلك، أنا أيضا يهودي مثلك، وقد كنت معتقلا في هذا الغيتو، ومن ثم تم نقلي إلى أوشفيتز. - أحقا ما تقول؟! ابتهج الرجل .. وكيف نجوتم من المعسكر؟! - تم تحريرها البارحة ليلا من قبل قوات الحلفاء .. لكن أخبرني، هل هذا الدمار حصل للغيتو أثناء التحرير؟ - لا، الدمار سببه الثورة التي حصلت ضد النازيين قبل سنتين في وارسو. - ثورة! وما الذي حل لسكان الغيتو؟ - نعم، ثورة قام بها الآلاف من سكان المدينة، كانت مقاومة شرسة استمرت أكثر من شهرين على أمل تحرك القوات الروسية لمساندتهم، لكنهم خذلوا ولم يحرك الجيش الأحمر ساكنا. أنهكتهم بشاعة الرد النازي، فهدمت الأسوار وبعض البنايات وتم حرق بعضها الآخر، وقتل الكثير من السكان، ونقل الباقون إلى المعسكرات النازية. - إلى أي معسكر تم نقلهم؟ - لم يحدد معسكرا معينا.
وضع كفيه على وجهه كما يفعل الأطفال حين يشرعون بالبكاء، وقال: يا إلهي! أي عذاب هذا، وأي شقاء، لم يبق لي في الحياة سواها وأخذتها مني، أبقيت من تسبب في موتهم بغبائه وحمقه وعناده وأخذت الأبرياء، أما كان الأجدر أن يعيشوا هم وتنتزع روحي أنا المذنب بحقهم؟! هل تعاقبني فيهم يا إلهي؟
اقترب منه روبرت وهو يربت على كتفه. - هون عليك يا مايكل، هون عليك، من قال إنها ماتت؟ لربما تكون قد تحررت مثلنا من معسكرها .. الأحرى بك أن تبحث عنها، لا أن تندب وتنوح كالنساء.
صمت فجأة، كان تفكيره مشوشا لا يستطيع التركيز في شيء. - إنك محق فيما تقول، هنالك احتمال أنها على قيد الحياة.
مسح الدموع من على وجهه بكم ردائه. - وأين تقترح أن أبحث عنها؟ - نسأل الجنود عن المعسكرات التي تم تحريرها، وبالتأكيد لديهم سجلات بأسماء المعتقلين الذين تم تحريرهم، كما تم تسجيل اسمينا عند مغادرة أوشفيتز.
Bog aan la aqoon