Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda

Fahmi Sacid Shaykhu d. 1450 AH
104

Jinusayid: Dhulka, Jinsiyadda iyo Taariikhda

جينوسايد: الأرض والعرق والتاريخ

Noocyada

ساد صمت بينهما، مكثا يتأملان القبر لدقائق حتى فاجأت أنوشكا حسن بقولها: إن تزوجنا ورزقنا الرب بطفل فسنسميه هشاما.

ابتهج حسن وقال بدهشة: أحقا ما تقولين؟ - نعم؛ فاسمي كان على اسم بنت بانوس أعز أصدقاء أبي كما أخبرتك من قبل، ما الضير أن يكون اسم ابني على اسم أعز صديق لزوجي. يبدو أن قدر أسمائنا متعلق بأناس ضحوا بأنفسهم من أجل أن يحيا الآخرون.

أعطاها حسن ابتسامة مليئة بالدفء ونظرات مليئة بالحب، وأمسك يدها بلطف، هاجه شعور كبير بأن يرتمي إلى حضنها ويبكي كما يبكي الأطفال بأحضان أمهاتهم، لكن موانع كثيرة حوله حالت بينه وبين ما يريد. - حسن أريد أن أخبرك بأمر مهم.

هز رأسه دون أن يتكلم. - لقد قرر أبي الرحيل من القدس. - أنت أيضا تتركيني كما فعل هشام! - أنا لا أريد ذلك، لكن أبي غير مطمئن للأوضاع هنا، يقول جنين أكثر أمنا وأبعد عن المشاكل. تفجير الفندق زاد الأمور سوءا، ولربما يعقبه تفجيرات أخرى، من يدري. - قبل قليل كنت تتكلمين عن زواجنا وسنسمي ابننا هشاما، والآن تخبرينني بأن هذا لقاؤنا الأخير! - لم أقل هذا لقاؤنا الأخير، قد زرت بيتنا هناك وتستطيع زيارتنا متى شئت. - افعلي ما تشائين. - لا تتكلم معي هكذا. - وكيف أتكلم معك؟ تتركينني وأنا بأمس الحاجة لوجودك بقربي؟! ماذا أقول لك! رافقتك السلامة، انتبهي لنفسك كما يفعل الغرباء!

اغرورقت عيناها بالدموع، كان حسن يتجنب النظر إلى عينيها لكيلا يضعف ويبكي هو أيضا. - حسن أرجوك افهمني، أنا لا أريد ذلك، هنا أنت وصديقاتي ومدرستي وذكرياتي، أتظن أنني فرحة على فراقكم جميعا والذهاب للعيش وحدي هناك في تلك القرية النائية؟ كيف أمنع أبي وقد عزم الرحيل وأخبر صديقه أبا يوسف بذلك؟

أطلق حسن زفيرا طويلا واقترب من شاهد قبر هشام وقال: أتسمع يا صديقي؟ ستتركني أنوشكا أيضا.

أخرج قهقهة مليئة بالأسى، ثم رفع رأسه إلى السماء ونادى: يا إله الأرض والسماء، إن كنت قد كتبت علينا الفراق فلماذا عرفتني بهم من الأساس؟ ما ذنبي وما جرمي لأعذب هكذا؟ - اهدأ يا حسن، ولا تسيء الظن بالرب.

انكب على قبر هشام وهو ينتحب بصوت مسموع، لم تدر أنوشكا ماذا تفعل، أخرجت منديلها ووضعته بيد حسن، ثم هرعت نحو الحي وهي تبكي.

لم يحتمل حسن فراقين مرة واحدة، فراقا تحت ظل التراب وفراقا تحت ظل المسافات البعيدة، مكث في غرفته أياما لا يخرج منها لا للعمل مع والده ولا لأي شيء آخر، لا يوجد شيء يستحق الخروج من أجله، لا هشام ينتظره تحت ظل الشجرة المعمرة عند باب المغاربة، ولا أنوشكا ستعود من المدرسة ليوصلها إلى البيت.

كانت سكينة تحاول جاهدة أن تخرج أخاها من جو اليأس الذي أحاطه بنفسه، لكن دون جدوى. - لقد التقيت بها قبل أن ترحل.

Bog aan la aqoon