Jiniral Yacqub
الجنرال يعقوب والفارس لاسكاريس: ومشروع استقلال مصر في سنة ١٨٠١
Noocyada
من نمر أفندي لوزير الخارجية الفرنسية (تاليران)
سينزل في مرافي الجمهورية الفرنسية عدد غير قليل من مهاجرين شرقيين تركوا بلادهم مع ذلك الجزء من جيش الشرق الذي تم جلاؤه عن مصر. والوفد المصري بالرغم من أنه قد حرم رييسه الجنرال يعقوب الذي مات أثناء السفر، يعلن كل ما يحس به من ولاء وحب للجمهورية الفرنسية، ويرى من واجبه أن يلجأ إليك أيها الوزير لتتفضل وتضعه هو وهؤلاء المهاجرين في كنفك، وتقول له كما يقول بدوي الصحراء لضيفه: «كن في أرضك».
13
كان لويس الرابع عشر يعمل في الظاهر لضم كنيسة الحبشة للكنيسة الرومانية، ولكنه كان يسعى في الواقع لمد نفوذه السياسي نحو أقاليم أفريقيا الوسطى الجذابة الخفية، فبذل جهودا عديدة غير مثمرة ليعلم في فرنسا شبانا من المصريين، وعلى الأخص من القبط، فإن بطريرك هؤلاء هو في الواقع بابا الأحباش. لم ينجح الملك في سعيه هذا. واليوم نرى الجمهورية الفرنسية تحت حكم القنصل الأول تحقق دون عناء ما عجزت عن تحقيقه - اللهم إلا الجزء الضييل منه - الملكية الفرنسية المطلقة، وقد بلغت منتهى القوة الاستبدادية. هذا والوفد المصري الذي ينوب عن الأمة المصرية لدى الحكومة الفرنسية يمثل وحده كل ما يجول في نفوس مفوضية العديدين من شعور بصالح الجماعة، وما يملأ أفيدتهم من أمان وما يملكون من أصالة تدبير ونفوذ وثروة ويعبر عما أجمعوا عليه من رغبتين: الأولى، سحق القوة الغشوم التي تستبد بهم من جديد. الثانية، وضع أملهم في فرنسا، اعتقادا منهم أن مصلحة الجمهورية الفرنسية ذاتها تقضي عليها أن لا تخيب أملهم. نتقدم إليك إذن أيها الوزير برأي: تكبدت فرنسا في الشرق خسارة عظيمة، لم لا تتخذ من هذا الوفد وسيلة لتعوض ما فقدته؟ إنك إن تفضلت فدعوت الوفد لباريس قبل توقيع الاتفاق التمهيدي مع إنجلترا فإنا نستطيع أن نؤكد لك أن فرنسا تحتفظ للأبد بنفوذها السياسي في الشرق، وتدرأ عنه ما قد يفقدها إياه زمنا طويلا من أثر الجلاء عن مصر، وما آل إليه أمرها الآن ، وسعي الدول التي تخشى بحق علو كلمة فرنسا. بل نستطيع أن نؤكد أكثر من ذلك. نستطيع أن نؤكد أن فرنسا إذا أرادت يمكنها بواسطة أمة - لن تكون إلا موالية لها - مد نفوذها نحو أواسط أفريقيا. وهكذا يتحول ترككم مصر للإنجليز من حادث نحس إلى منبع مجد للقنصل الأول، ورفاهية لأقاليم فرنسا الجنوبية.
ولا يرى الوفد المصري في الوقت الحاضر فايدة في الإسهاب، فهو يستطيع في جلسة واحدة في باريس أن يبين عن مقاصده ما لا يستطيع في عشرين مذكرة سياسية. ونحن العرب نقدر في الكلام على ما نشاء وإن كنا في الكتابة لا نبلغ إلا جهد المقل. هذا إلى أننا غير غافلين عما توجبه علينا كثرة شواغلك السياسية من الإجمال في الرسايل. ونرجو التفضل بالرد على كتابنا هذا، وأن تسمح لنا إن تفضلت باستقبالنا في باريس أن تقابلنا بزينا الشرقي. فالمسلمون منا يشق عليهم خلع زيهم. وفضلا عن هذا، هذه الأزياء الشرقية قد تذكر القنصل الأول بفتوحه وراء البحار، وترضي المستطلعين ممن لم يتبعوه للشرق.
والوفد المصري يعلم أن وقت القنصل الأول الذي تصدر عن إرادته أمور الحكم حتى في جزيياتها، وتستظل الدولة في ظله الظليل، أثمن من أن يصرفه في التفكه بقراءة ما يرد إليه من الرسايل الخاصة، ولكننا نرجو أن يقدر أن وفدنا جديد في بابه، وأنه يصل إلى فرنسا في ظروف خاصة، وإن كتابنا له
14
المرفق بهذا له ما له من أهمية فيتنزل لتسلمه منا، ويتأمله بحكمته البعيدة الغور.
نفس التاريخ كالملحق السابق
Bog aan la aqoon