وقال السفير وعلى شفتيه ابتسامته المتلألئة: من يرد الله لهم الدمار يجعلهم مجانين. وتستطيع أن تقلب القضية وتقول يجعلهم عقلاء؛ وربما كان هذا الوضع المقلوب أبعد أثرا. ثم نهض المستر باهو وسار نحو النافذة وقال: لقد وصلت عربتي، ولا بد لي من العودة إلى شيفا بورام وإلى مكتبي. والتفت إلى ويل وحياه مودعا لفترة طويلة وبعبارات بليغة، وعندئذ تخلى عن صفة السفارة وقال لويل: لا تنس أن تحرر الخطاب؛ إنه غاية في الأهمية. وتبسم تبسم المتآمر وحرك إبهام يمناه على الإصبعين الأولين، وكأنه يعد المال غير المنظور.
وبعدما انصرف قالت الممرضة الصغيرة: الحمد لله. واستوضحها ويل: بم أساء؟ أليس هذا أمرا عاديا؟
قالت: تقدم مالا لامرأة تريد أن تضاجعها؛ وهي لا تحبك، فتعرض عليها مزيدا من المال. هل هذا من الأمور العادية في البلد الذي وفد منه؟
وأكد لها ويل: إن ذلك أمر عادي إلى أبعد الحدود. - ولكني لم أستحسنه. - لقد لمست ذلك. وإليك سؤالا آخر. ماذا عن موروجان؟ - وما يدفعك إلى هذا السؤال؟ - حب الاستطلاع. وقد لاحظت أنكما التقيتما من قبل. فهل كان ذلك عندما كان هنا منذ عامين وحده بغير أمه؟ - وكيف عرفت ذلك؟ - حدثني عصفور صغير، وعلى الأصح عصفور ضخم جدا. - الراني! لا بد أنها روت لك القصة وكأنها تروي عن سدوم وعمورية. - ولكن لسوء حظي أنها حجبت عني التفصيلات المثيرة. مجرد تلميحات غامضة؛ ذلك كل ما باحت به لي، تلميحات - مثلا - عن نساء محنكات من أمثال ميسالينا (إمبراطورة رومانية خانت زوجها) يعطين دروسا في الحب للشبان السذج. - وهل كان بحاجة إلى هذه الدروس؟! - وتلميحات أيضا عن فتاة في مثل سنه فوضوية نضجت قبل الأوان.
وانفجرت الممرضة آبو ضاحكة. - هل تعرفينها؟ - هذه الفتاة الفوضوية التي نضجت قبل الألوان هي أنا. - أنت؟ وهل الراني على علم بذلك؟ - إن موروجان ذكر لها الوقائع، ولم يذكر لها الأسماء، وأنا من أجل ذلك شكورة جدا؛ فلقد سلكت سلوكا سيئا؛ فقد صوابي لشخص لم أحبه في الواقع وآذيت شخصا آخر أحببته. لماذا يكون الإنسان غبيا بهذه الدرجة؟
قال ويل: للقلب أسبابه، وللهرمونات أسبابها.
وساد صمت طويل. وقد انتهى من تناول السمكة المسلوقة الباردة ومن الخضروات، وناولته الممرضة آبو طبقا من سلطة الفواكه.
قالت: إنك لم تر موروجان قط مرتديا بيجامته الساتان البيضاء. - هل فاتني شيء هام؟ - إنك لا تتصور كم يبدو جميلا فيها. وليس لأحد الحق في أن يكون على هذا القدر من الجمال. إنه يتنافى مع الحشمة، ويعطي صاحبه امتيازا على غيره بغير حق.
إن رؤيته في هذه البيجاما الساتان البيضاء التي حصل عليها من «سلكا» هي التي حملتها في النهاية على أن تفقد صوابها. وقد فقدته فقدانا تاما إلى حد أنها تحولت إلى شخص آخر خلال شهرين؛ وأمست فتاة حمقاء تطارد شخصا لا يطيقها وتهجر شخصا أحبها دائما كما أحبته دائما.
وسألها ويل: إلى أي حد وصلت مع الفتى الذي ارتدى البيجاما؟
Bog aan la aqoon