وقالت هامسة: ما أسرع دوران الأرض! وبعد فترة من الصمت أضافت: وذات صباح سيكون شروق الشمس هو الأخير بالنسبة إلي.
ومن خلال الغناء الجماعي المضطرب من زقزقة الطيور ونقيق الحشرات، أخذت المينة تنشد: كارونا، كارونا ...
وأعادت لاكشي الكلمة: «كارونا»، ثم قالت: الرأفة ...
وألح في الحديقة صوت بوذا المزماري مرددا: كارونا، كارونا.
واستطردت قائلة: ولن أكون بحاجة إليها طويلا بعد ذلك. ولكن كيف تكون حالك أنت يا عزيزي روبرت؟
قال: إن المرء يجد القوة اللازمة بطريقة ما. - ولكن هل هي القوة الصحيحة، أم قوة الدروع، وقوة الاعتكاف، والقوة التي تلتمسها في عملك وأفكارك دون أن تعير التفاتا إلى أي أمر آخر؟ اذكر كيف كنت آتيك وأجذبك من شعرك لكي تتنبه؟ من يقوم بهذا بعدما أمضي؟
ثم دخلت إحدى الممرضات ومعها كوب من الماء المحلى بالسكر. ودس الدكتور روبرت إحدى يديه تحت كتفي زوجته ورفعها إلى وضع الجلوس. ولامست الممرضة بالكوب شفتيها، واحتست لاكشمي قليلا من الماء، وابتلعت الماء بصعوبة، ثم شربت مرة ثانية وثالثة، وأدارت وجهها من الكأس المقدمة إليها إلى الدكتور روبرت، وكسا وجهها الذابل نور يضيء بصورة عجيبة لا تتفق مع هذا الموقف الذي يثير الانزعاج.
وأخذت بصوتها الخافت الأجش تنشد ترنيمات تذكرها من عهد الطفولة. ثم صمتت قليلا وقالت: شيء مضحك هذا الذي يعود إلى ذاكرتي. ولكني كنت دائما مضحكة جدا. أليس كذلك؟
وحاول الدكتور روبرت أن يبادلها الابتسام وقال موافقا: نعم لقد كنت مضحكة جدا. - كنت تقول: ما أشبهك بالبرغوث! لحظة هنا ولحظة أخرى بعيدا هناك. ولا عجب أنك لم تستطع أن تعلمني!
ورد عليها مؤكدا : ولكنك علمتني. ولولا أنك كنت تجذبينني من شعري وتدعينني إلى أن أنظر إلى العالم وتساعدينني على فهمه، فكيف كانت تكون حالي اليوم؟ أعشى ضعيف الرؤية؛ على الرغم من كل ما تعلمت. ولكن لحسن حظي أني فكرت في الزواج منك، ولحسن الحظ كنت من الغفلة بحيث توافقين. وكانت لديك الحكمة والذكاء اللذين عالجتني بهما. وبعد سبعة وثلاثين عاما من التعلم على كبر كدت أصير إنسانا.
Bog aan la aqoon