وأدار ويل رأسه ورأى النقالة ملقاة على الأرض إلى جانبه.
وقال الدكتور ماك فيل: حسنا! دعنا نحمله عليها، ولنكن جد حريصين ...
وبعد دقيقة واحدة كان الموكب يشق طريقه في طريق ضيق يقع بين الأشجار. وقد ركبت العربة ماري ساروجيني، وجاء جدها في المؤخرة، وسار بينهما موروجان وفيجايا على طرفي النقالة.
وتطلع فارنبي من سريره المتحرك واخترق بنظره ظلمة الأشجار الخضراء وكأنه في قاع البحار، وفوق رأسه وعند السطح استمع إلى خشخشة أوراق الشجر، وإلى صوت القردة. ثم رأى عددا من طير أبي قردان يتوثب هنا وهناك، وهي أشبه بكائنات من خلق الخيال المضطرب، وكأن الطير يسبح في سحب من الأعشاب.
وسأله فيجايا وقد انحنى لينظر في وجهه وهو جزوع: هل تشعر بارتياح؟
ورد عليه ويل بابتسامة وقال: أنا مرتاح راحة الترف.
وطمأنه الآخر بقوله: ليس المكان بعيدا، وسوف نبلغه بعد بضع دقائق. - وأين هو المكان؟ - محطة التجارب. إنها أشبه بروثامستد. هل زرت روثامستد عندما كنت في إنجلترا؟
وقد سمع ويل طبعا بالمكان غير أنه لم يزره قط.
واستطرد فيجايا قائلا: إن العمل يدور به منذ أكثر من مائة عام.
وقال الدكتور ماك فيل: منذ مائة وثمانية عشر عاما على وجه التحديد. وقد بدأ لوز وجلبرت العمل في المخصبات في عام 1843م، وجاء أحد تلاميذهما إلى هذا المكان في أوائل الخمسينيات لمساعدة جدي في تشغيل المحطة. وكانت الفكرة إيجاد روثامستد في المناطق الحارة؛ فيها ومن أجلها.
Bog aan la aqoon