186

Jawhara Munira

الجوهرة المنيرة - 1

Noocyada

وأما من سائر الضرائب فلا تحصى دون غيرها من الأموال، ووصل بالعساكر والخزائن إلى الباشا حيدر إلى المخا. وأن حيدر لما بلغه قوة هذا الأمير خافه وسار في البحر حتى خرج من المخا، ولما وصله إلى المخا اغتاله بأن عاجله مماليكه طعنا وضربا ثم حز رأسه ورماه العسكر وقبض على [79/أ] ما معه وطلع صنعاء. وكان هذا حيدر مع ما يذكر من قوته وشجاعته لا رأي له سفاكا للدماء ولا يفيق من الخمر، وقال فيما بلغ عنه للفقيه عبد الله المحرقي(1) كاتبه ما خرجت اليمن إلا لأستريح، وأنت المقلد في اليمن وجعل له عماريات يستتر فيها وقرب الخمور تدور عليه وعلى أصحابه ظاهرا حتى لو أهريق ما في محطته من الخمور لجرت نهرا. وقد تقدم فصل في سيرة مولانا المنصور بالله -عليه السلام- فيه جمل أحوالهم وسيرتهم الخبيثة وأحوالهم الدنيئة الخارجة عن رسوم العقلاء. وهذا الشقي أناف عليهم في كلها، ولغفلته تبسط أصحابه في الظلم حتى كادت الرعايا تهلك، وغفل عن الجنود حتى المماليك كانوا يهربون من الخوف من شره فيصيرون إلى الإمام -عليه السلام- فيدافعهم ويذهبون مكة وغير ذلك. وكان لاشتغاله باللهو إذا تمنع عليه الأطراف وقالوا نحن في صلح الإمام لم ينظر فيهم.

Bogga 205