النظر في الأطراف والجنود وأرزاقهم والشدة على أهل الفساد وقطاع السبل، ولقد غزاهم مرارا وقتل منهم أنفارا، فدانت له الأطراف وقل عليه الخلاف، ووصله من بوادي البصرة وغيرها من وصل، ومن ذلك أنه احتاج الخروج إلى شهارة المحروسة بالله (في شهر شعبان) (1) عام أربع وثلاثين وألف واستخلف صنوه الصفي أطال الله بقاه، وكانت الثمرة في أول حضورها فتساهل مولانا أحمد في حفظ الطعام وما يحتاجه أهل الوظائف والحاجات من المصارف، فحصل في تلك الأيام وهي آخر سنة أربع وثلاثين وألف جراد أخذ ثمار صعدة ومخاليفها.
ووصله(2) إلى شهارة المحروسة بالله كتب خواصه بأن الصواب بقاكم هذه الأيام حتى تقرب ثمرة القياض(3)، فلما أتم أعماله في شهارة تودع الإمام -عليه السلام-، ووصل صعدة المحروسة بالله وقد تعطلت مخازينها لما سبق، فجمع العسكر المنصور وأخذ ما يحتاج إليه، وقد جعل العيون وبث العطاء في أهل مشارق أملح(4) ثم خرج بنفسه وقد قسم عسكره طائفتين حتى وصل واسط المعتاد وصول الدولة إليه ولا تعداه ولا عرف أهل المشرق أنه يريد غيره وفيه ثمرة ليست بالكثير، ثم غزا إلى وادي العمالسة(5) وهو واد عظيم كثير الآبار يشبه نجران فيه قبائل من دهمة طغام لا يعرفون لله سبحانه حكما ولا يحرمون له محرما.
Bogga 184