ومنهم سيدنا العلامة الفاضل المجاهد المناضل وجيه الدين عبد القادر بن علي بن يحيى المحيرسي(1) من بلاد جبل تيس، عالما كبيرا عاملا شهيرا زاهدا ورعا بلغ في العلم مبلغا عظيما في جميع فنونه، وله نشأة ظاهرة، وفي الجهاد أثر إليه القضاء آخرا في بلاد جبل تيس وبلاد كوكبان والحيمة وحراز(2)، وإن كان ثم قضاة فإنما هم في حكم النائبين عنه لقبول قضاه عند العامة والخاصة. ووالده هو الشهيد العابد العالم المجاهد الواعظ: علي بن يحيى المحيرسي المشهور في أصحاب سيدنا القاضي العلامة نجم الدين يوسف بن علي الحماطي(3) نفع الله بهم، ويروى للقاضي عبد القادر أطال الله بقاه فضائل كثيرة وزوار من الجن، ومما شاع وذاع وظهر، واشتهر قضية الحريق في المحطة الحسنية المنصورة بالله في أيام حصار زبيد كما سيأتي، فحرقت المحطة كلها، والقاضي المذكور مريض لم يقدر الهرب، فأحرقت المحطة خلفه وبين يديه وقريبه، ولم تجاوز النار عشته وما يتعلق بها ورأينا ذلك آية عرفها من حضر [47/أ] المخيم المنصور بالله، أطال الله بقاه.
ومنهم صنوه في العلم والفضل والسؤدد والنبل، وقرينه في القراءة والتجرد لها في موضع كثيرة القاضي العلامة: صلاح الدين صالح بن محمد الحافلي(4) من أعمال جبل تيس أيضا، كان عالما عاملا له الصبر العظيم على التدريس، مشهور الإفادة أخذ عن القاضي العلامة عامر بن محمد وغيره من العيون، ولازم كثيرا الإمام المنصور بالله -عليه السلام- وأخذ عنه كثيرا، ولي القضاء آخرا في بلاد المحويت وجهاتها، وله نهضة فيه وحزم في إعلان الحق، ولما توفي في عام.............(5)، وكان القاضي عبد القادر في جهات الحيمة أمره الإمام -عليه السلام- بالتوسط على الجهات كما تقدم.
Bogga 122