Jawhar Insaniyya
جوهر الإنسانية: سعي لا ينتهي وحراك لا يتوقف
Noocyada
Y
المستخرجين من عظام عينات مختلفة من إنسان نياندرتال وجود تشابه طفيف بينه وبين البشر؛ فالإنسان الأوروبي أقرب شبها إلى الأفريقي من جنوب الصحراء الكبرى منه إلى إنسان نياندرتال؛ ومن ثم أصبح من الواضح أن إنسان نياندرتال ليس سلفا للإنسان الحديث. ويقال إن نحو 14 نوعا مختلفا من أشباه البشر (مجموعة تضم جنس الأوسترالوبيثكوس) عاشت على مدار الخمسة ملايين سنة الماضية انقرضت جميعها عدا نحن. لماذا ؟ هل لأن السلالة التي أدت إلى ظهور الإنسان العاقل قتلت الأنواع الأخرى، أم أنها تنافست بنجاح أكبر على الطعام والمأوى، أم لأنها تكيفت على نحو أفضل مع الظروف المناخية في هذا الوقت؟ أم أنه مجرد حظ بوجودها في المكان المناسب والوقت المناسب، بينما قضي على الأنواع الأخرى بفعل اصطدام الكويكبات الصغيرة، كما يعتقد بعض العلماء؟ نحن لا نعلم حاليا؛ فلندع علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الحفريات وعلماء الجيولوجيا وعلماء الفيزياء الفلكية يبحثون عن الإجابة. أما بالنسبة لنا، فسننتقل إلى الجزء الثاني من هذا الكتاب، ونستعرض كيف مكن السعي الإنسان من السيطرة على العالم الذي يعيش فيه.
هوامش
الجزء
الهيمنة: عواقب سعي الإنسان
الفصل الخامس
الخروج من أفريقيا: الاستكشاف والتوسع
«الفضول قتل القطة»
1
لكنه بالنسبة للبشر مفتاح سلوكهم؛ فبداية من جولات الإنسان الأولى خارج موطنه حتى استكشاف الكواكب، ومن إجراء تجارب على الحجر الصوان حتى زراعة جين، كان سعي الإنسان مدفوعا بفضول فطري. انظر إلى ابنك البالغ من العمر عاما واحدا وهو يفحص كل قطعة من الأثاث في الغرفة، وكل شيء يمكنه التقاطه، واستمع إلى ابنتك ذات الأعوام الثلاثة وهي تسأل باستمرار أسئلة مثل: «لماذا هذا؟» و«لماذا ذاك؟» هل يمكنك القول بصراحة إن الفضول، الذي يعبر عنه عبر اليدين والصوت والعقل، ليس أساسيا في تطورهم؟ وإذا كان الفضول سمة عامة هكذا في سلوك الإنسان، ألا يكون إذن نتيجة لعمل جينات معينة؟ هل تعجلنا كثيرا في تأكيدنا على عدم وجود جينات خاصة بالإنسان؟ أنا لا أعتقد هذا؛ فعلى حد علمنا يتجول الشمبانزي بقدر ما نتجول أنا أو أنت في العالم الموجود حوله، وهو يفتقر فحسب للصفات التي حددناها - اليد سلسة الحركة، والقدرة على الكلام، والشبكة العصبية المعقدة - لإشباع تأملاته. (1) هجرة الهومو الأوائل
Bog aan la aqoon