Abaalmarinta Suugaanta Caalamiga: Tusaale Ahaan Abaalmarinta Nobel
جوائز الأدب العالمية: مثل من جائزة نوبل
Noocyada
هؤلاء الأعلام الأربعة هم: هنريك إبسن النرويجي، وليون تولستوي الروسي، وأميل زولا الفرنسي، وتوماس هاردي الإنجليزي، وقد كان الثلاثة الأولون في أوج شهرتهم في السنة الأولى من القرن العشرين، وهي السنة التي بدأت فيها أعمال اللجنة، وكان توماس هاردي في الحادية والستين من عمره مكتمل الشهرة في القصة، صاعدا إلى ذروة الاعتراف والتقدير في الشعر، وإن لم يدرك فيه تلك المكانة الأدبية التي انتهى إليها إبسن وتولستوي وزولا.
كان إبسن في مطلع القرن العشرين علم المسرح الأوروبي الجديد غير منازع، وكانت مؤلفاته كلها قد شاعت في أرجاء العالم، وفرغ النقاد من التنويه بها ومن إحلالها محلها بين المأثورات المسرحية، بعد هدوء الحملات الشعواء التي أثيرت حولها عند ظهروها، ولكنه نرويجي من السكندنافيين كأعضاء اللجنة السويدية المحكمة في جوائز نوبل، وكانت اللجنة تستهل عملها في سنتها الأولى، وتريد أن تقرر لجائزتها مكانة الحكم المحترم في الأرجاء العالمية، وليس مما يحقق لها هذه الصفة أن يفهم الناس من الخطوة الأولى أنها هدية من أبناء الشمال إلى أبناء الشمال، وهذا إن سمعوا بها في أرجاء العالم، وهي محصورة في حدودها الضيقة باحتفالاتها ومظاهراتها وزيارات المدعوين إليها، فانصرفت اللجنة عن هذه الجهة القريبة منها، واتجهت بنظرها إلى الأفق الأوروبي الواسع، وإلى أفق باريس خاصة، وهي كما كانوا يسمونها إلى تلك الآونة عاصمة الثقافة الغربية، واختاروا لجائزتهم الأدبية الشاعر الفرنسي «سولي برودوم» زعيم المدرسة المثالية في عصره، وفاقا للشرط الأول من شروط صاحب الجائزة، وابتعدت بذلك عن شبهة العصبية المحلية، التي كانت تلحق بها وتلازمها لو ابتدأت بواحد من أبناء السويد والنرويج.
وانقضت السنة الأولى والثانية، ثم عاد إبسن إلى رأس القائمة، وزال المحظور بتوجيه الجائزة سنة إلى شاعر فرنسي، وسنة بعدها إلى مؤرخ ألماني؛ بل كثرت الأقاويل بعد السنتين الأوليين حول حرمان أبناء الشمال من حقهم في السمعة العالمية، ورأت اللجنة أنها تستطيع أن تنصفهم بغير حرج من تلك الشبهة المحظورة، ولكن قائمة الترشيح قد ظهر فيها اسم آخر مع اسم إبسن من صميم أبناء النرويج، وهو الشاعر القصاص المسرحي بجورنسون بجور نستجيرن.
كلاهما نرويجي، فمن منهما تفضله اللجنة السويدية عن الآخر؟
إبسن ولا شك أكبر وأشهر، ولكن زميله كان من قادة الحركة الوطنية في بلاده، وكانت بلاده يومئذ تنازع دولة السويد في قضية الوحدة، ولا تزال دولة السويد ترجو أن تصالحها، ولا تحب أن تزيدها من أسباب الخلاف ودواعي المطالبة بالانفصال، فاعتقدت اللجنة السويدية أن حرمان بجورنسون من الجائزة سيفسر بين أبناء قومه بأنه عقوبة له على موقفه من القضية الوطنية، وخطر لبعض الأعضاء أن تقسم الجائزة بين الأديبين الكبيرين، فعارضهم أكثر الأعضاء استعظاما لقدر كل منهما أن يجاز بنصف جائزة، وحذرا من أن يقال: إن نصف الجائزة هو كل ما استحقه أبناء الشمال.
ولما استقر الرأي على الموازنة بينهما لاختيار واحد منهما، كانت الكفة الراجحة إلى جانب بجورنسون، لما تقدم من موقفه في القضية الوطنية، وكان الأستاذ «ويرسين» أقوى الأعضاء نفوذا يعارض - من مبدأ الأمر - في اختيار إبسن، فاتخذ من شهرته السابقة سببا لترجيح زميله عليه، إذ كان بجورنسون في أوج قدرته على الإنتاج وخدمة الفن والمجتمع، وكان إبسن يومئذ شعلة تنطفئ كما قال ... وربما كان السبب الصحيح لمعارضة «ويرسين» أنه كان لا يعترف بالفضيلة المثالية لهنريك إبسن، وكان يعيب عليه تشجيع الإباحة والتمرد في تصويره لبعض أشخاصه من الرجال والنساء، كما يعيب عليه قلة عنايته بالأسلوب. •••
أما «تولستوي» فقد كان اسمه هو الاسم الوحيد المنتظر باتفاق الآراء في السنة الأولى من عمل اللجنة، وكان أدباء السويد قبل غيرهم من أدباء القارة أول من احتج على اللجنة بعد إعلان نتيجتها، فكتب اثنان وأربعون من كتاب السويد وشعرائها خطابا مفتوحا إلى المصلح الكبير يحيونه فيه، ويعتذرون من تغافل اللجنة عنه، وتجدد البحث في ترشيحه في السنوات التالية، ولم تتفق الآراء على قرار قبول، ثم عدلت اللجنة عن البحث في هذا الترشيح بعد أن أعلن «تولستوي» رأيه في الجوائز المالية التي يكافأ بها حملة الأقلام، وبعد أن علمت اللجنة أنه سيرفض الجائزة، ويأبى أن يشار إلى بعض عمله باستحقاقها، واستثناء أعماله الأخرى في هذا القرار.
والأسباب المطوية وراء هذه الأسباب المنشورة لا تخفى، بعد المقابلة بين جميع الفروض والاعتبارات.
فالسبب الأول يرجع إلى النفور القديم بين أبناء السويد وولاة الأمر في الدولة الروسية، وهو نفور من طمع القياصرة في بلادهم يقترن به شعور الحذر من إغضابهم وخلق الأزمات من جراء إثارتهم ومواجهتهم بالعداء والمقاومة.
وقد خيف أن يكون تعظيم «تولستوي» تحديا مكشوفا للحكومة القيصرية، ومناصرة صريحة للثورة عليها.
Bog aan la aqoon