Jawahir al-Hassan fi Tafsir al-Qur'an
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Noocyada
لا والدا ولا ولدا إلا جعلتهم همدا وساق الله السحابة السوداء التي اختارها قيل إلى عاد حتى خرجت عليهم من واد لهم يقال له المغيث فلما رأوها قالوا هذا عارض ممطرنا حتى عرفت أنها ريح امرأة منهم يقال لها مهدر فصاحت وصعقت فلما أفاقت قيل لها ما رأيت قالت ريحا فيها كشهب النار أمامها رجال يقودونها فسخرها الله عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما والحسوم الدائمة فلم تدع من عاد أحدا إلا هلك فأعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه من ريح إلا ما يلتذ به قال ع وهذا قصص وقع في تفسير الطبري مطولا وفيه اختلاف فاقتضبت عيون ذلك بحسب الإيجاز وفي خبرهم أن الريح كانت تدمغهم بالحجارة وترفع الظعينة عليها المرأة حتى تلقيها في البحر وفي خبرهم أن أقوياءهم كان أحدهم يسد بنفسه مهب الريح حتى تغلبه فتلقيه في البحر فيقوم آخر مكانه حتى هلك الجميع وقال زيد بن أسلم بلغني أن ضبعا ربت أولادها في حجاج عين رجل منهم وفي خبرهم أن الله سبحانه لما اهلكهم بعث طيرا فنقلت جيفهم حتى طرحتها في البحر فذلك قوله سبحانه فاصبحوا لا ترى إلا مساكنهم وفي بعض ما روي من شأنهم أن الريح لم تبعث قط إلا بمكيال إلا يومئذ فإنها عتت على الخزنة فغلبتهم فذلك قوله سبحانه فاهلكوا بريح صرصر عاتية وروي أن هودا لما هلكت عاد نزل بمن آمن معه إلى مكة فكانوا بها حتى ماتوا فالله أعلم أي ذلك كان وقولهم أجئتنا لنعبد الله وحده الآية ظاهر قولهم وحده أنهم أنكروا أن يتركوا أصنامهم ويفردون العبادة لله مع إقرارهم بالإله الخالق المبدع وهذا هو الأظهر فيهم وفي عباد الأوثان كلهم ولا يجحد ربوبية الله تعالى من الكفرة إلا من أفرطت غباوته وقولهم فاتنا بما تعدنا تصميم على التكذيب واستعجال للعقوبة وقوله سبحانه قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين فأنجيناه والذين معه برحمة منا الآية أعلمهم بأن القضاء قد نفذ وحل عليهم الرجس وهو السخط والعذاب وقوله أتجادلونني في أسماء سميتموها أي في مسميات سميتموها آلة وقطعنا دابر استعارة تستعمل فيمن يستأصل بالهلاك والدابر الذي يدبر القوم ويأتي خلفهم فإذا انتهى القطع والاستيصال إلى ذلك فلم يبق أحد وقوله كذبوا بآياتنا دال على المعجزة وإن لم تتعين ت ومن معجزاته قوله فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون على ما سيأتي إن شاء الله في موضعه
Bogga 31