274

Jawahir al-Hassan fi Tafsir al-Qur'an

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Noocyada

قوله عز وجل لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله مالا تعلمون قال الطبري أقسم الله تعالى أنه أرسل نوحا وكذا قال أبو حيان لقد اللام جواب قسم محذوف انتهى وغيره بالرفع بدل من قوله من اله لأنه في موضع رفع ويجوز أن يكون نعتا على الموضع لأن التقدير ما لكم إله غيره والملأ الجماعة من الإشراف قيل أنهم مأخذون من أنهم يملؤن النفس والعين ويحتمل من أنه إذا تمالؤا على أمرتم وقولهم إنا لنراك يحتمل من رؤية البصر ويحتمل من رؤية القلب وهو أظهر وفي ضلال أي في تلف وجهالة بما تسلك وقوله لهم جواب عن هذا ليس بي ضلالة مبالغة في حسن الأدب والإعراض عن الجفاء منهم وتناول رفيق وسعة صدر حسب ما تقتضيه خلق النبؤة وقوله ولكني رسول تعرض لمن يريد النظر والبحث والتأمل في المعجزة وقوله عليه السلام وأعلم من الله ما لا تعلمون لفظ مضمنه الوعيد لا سيما وهم لم يسمعوا قط بأمة عذبت

وقوله أو عجبتكم إن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا أنهم كانوا قوما عمين الاستفهام هنا على جهة التقرير والتوبيخ وقوله على رجل منكم قيل على بمعنى مع وقيل هو على حذف مضاف تقديره على لسان رجل ويحتمل أن يكون معناه منزل على رجل منكم إذ كل ما يأتي من الله سبحانه فله حكم النزول ولعلكم ترج بحسب حال نوح ومعتقده

وقوله سبحانه فأنجيناه والذين معه في الفلك الآية وفي التفسير أن الذين كانوا مع نوح في السفينة أربعون رجلا وقيل ثمانون رجلا وثمانون امرأة وقيل عشرة وقيل ثمانية قاله قتادة وقيل سبعة والله أعلم وفي كثير من كتب الحديث الترمذي وغيره أن جميع الخلق الآن من ذرية نوح عليه السلام وقوله عمين جمع عم ويريد عمي البصائر وأتى في حديث الشفاعة وغيره أن نوحا أول الرسل

Bogga 27