Jawahir Thamina
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
Noocyada
فذاك لا عرف الإجابة ولا باعث له على الزيارة إلا الضيق والشكاية من أمر المعاش والمضائق الدنيوية وفضل الله تعالى أوسع ورحمته وسعت كل شيء وكمال شفقته سيد المزور ، معروف حيث سبقت له العناية بترتب المقدمة ، فسوف ينتفع بتفضيل النتيجة عند كشف غطاء البشرية وإما أن يكون من الفرق التائهة الحائرة المنكرة للرؤية واللقاء دنيا وعقبى ولا كلام لنا معه حيث حرم ما فاز به غيره في هذه النشأة معجلا وإن كان في المطلوب من حيث لا يعلم ، كما قيل :
رب أمر نحو الحقيقة ناظر
برزت له فيرى وينكر ما يرى
وربما تأول نص التنزيل بقياس عقله على مقياس دائه في نقله فبعد عن المرام وتاه في مهامة الكلام ، لأن هذا الوجدان والإدراك البسيط السري التصوري واليقين المركب الايماني الاستحضاري القلبي المسمى بالإحسان المشار إليه بكأنك تراه في هذه النشأة الجامعة خصوصا في حضرته صلى الله تعالى وسلم عليه بكمال ذاته المقدسة أبدا يصير رؤية أخروية تفصيلية ومشاهدة جليلة مناسبة لتلك النشأة النورية النزيهة عن اعراض هذه النشأة [والجواهر] (1) المكتنفة بها وإنما حبس [المتأول] (2) بالشبه ثم من الله تعالى على هذه الأمة المرحومة بآية أخرى تدل بصريحها على سعة الرحمة على العبد أينما كان فقال جل وعلا ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) [النساء : 110] والاستغفار مجازي وهو أن يقول بلسانه أستغفر الله ولا يتصور شيئا ، بقلبه ، وحقيقي وهو الذي حظى به الكحل وهو نصب [أعينهم] (3) أن سبقت لهم الحسنى والعناية الأزلية من الله تعالى لسرهم وروحهم ولطيفتهم بطلب استعداداتهم الغير المجعولة بستر أنانيتهم وتعينهم الجزيئي ، المائل عن حد الاعتدال في سعة بحر إطلاق وجود سيدهم فاستمر فناؤهم في ربهم وبقائهم بوجوده في سائر المراتب الاستيداعية والمقامات الاستقرارية ، فلا جرم دام شهودهم في جميع أحوالهم بغير مزاحمة دعوى الاستقلال بالوجود ، وكانوا معه سبحانه وتعالى في شهود شؤونه حيث كان معهم أينما كانوا فاستغفارهم أزلي أبدي بستر وجودهم في وجود سيدهم وفي سائر أسمائه وصفاته وأفعاله وسمعوا خطاب ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) [غافر : 16] بل شاهدوا جهادا أنه الواحد في الكل فلا يكن الزائر أنزل حالا ممن ذمة الله تعالى في كتابه من الظمآن الذي وجد الله عنده فوفاه حسابه وكان يقول قديما مشايخ ما وراء النهر من طلب
Bogga 78