231

Jawahir Thamina

الجواهر الثمينة في محاسن المدينة

Noocyada

الدار أحق من غيره)، وللعموم في الأقوال مجال عند الرجال ، فتبا لمن ثلب لهم عرضا وبعد المن أضمر لهم بغضا.

كيف والجم الغفير منهم سلافة النداما ، وإذا مروا باللغو مروا كراما ، قال بعضهم ينبغي لمن أراد المجاورة بالمدينة المنورة أن يكون لين الأعطاف ، هين الانعطاف ، حافظا لحرمة مكانها. محافظا على مراعات سكانها (1)، يشاركهم في أنديتهم لا في أغذيتهم ويزاحمهم في أوقاتهم ، لا في أقواتهم ، ويكتسب من أخلاقهم ولا من أرزاقهم ويقتبس من برهم ، لا من برهم ويرغب في حبهم ، لا في حبهم ، مقتديا في هذا المقياس ، وازهد (2) فيما عند الناس ، وقال بعض العلماء ، ينبغي لطالب سكنى المدينة ، ألا يضيق على المحتاجين بسكنى الأربطة والمزاحمة على الصدقات ولا يسعى في منع معروف وكان يقال :

يا ليت من يمنع المعروف يمنعه

حتى يذوق رجال مثل ما صنعوا

وقال آخر :

غدا توفى النفوس ما كسبت

ويحصد الزارعون ما زرعوا

وقال آخر :

إذا كنت مع ما في يديك من الغنى

من المال مزدادا يجد مدى الدهر

وقال :

لا تقطعن يد المعروف عن أحد

ما دام يمكن فالإمكان تارات

خاتمة قال : في المواهب اللدنية ، روى البخاري من حديث أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» أي ينضم ويلتجىء مع أنها أصل في انتشاره فكل مؤمن له من نفسه سائق إليها في جميع الأزمان لحبه صلى الله عليه وسلم في ساكنيها فأكرم بسكانها ولو قيل فيهم ما قيل فقد حظوا بشرف المجاورة ، وثبت لهم حق الجوار ، وإن عظمت إساءتهم فلا

Bogga 244