Jawahir Thamina
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
Noocyada
وألبسني مفاخر الفاخرة وأعلى مقامي في الدنيا والآخرة وجعل تربتي شفاء من السقام وغباري دواء من الجذام فلي الشرف على كل اقليم ، والفضل في الحديث والقديم وبإسمي ينوه على كل خطيب وعرف تربي أطيب من كل طيب فالمقام بي في المكاره جنة وفي روضة من رياض الجنة وحسبي فخرا بالمنبر الذي علت مراقيه وحاز جميع الشرف براقيه فإلى مسجده تشد الرحال من كل قرية وخلاه والصلاة فيه كما قد علم بألف صلاة فلي السناء الباذخ والشرف الذي هو بأرض المسجد راسخ فلا غرو إن سبقت في هذا المضمار فلحق الخيل بالركض المغار واقسم من غاباتي بالأسود ومن لاباتي بالحرار السود ومن أزهار رياضي برش البرود ومن أغصان نخيلي وأشجاري بكل أملود ، ومن رماح بساتيني بالعالية ومن سواقي جناني بكل ساقية جارية وجارية ساقية لكمالي (1) فوق كل كمال وجمالي أبهى من كل جمال وحسبي من الشرف الذي لا يجد بالطول والعرض إن ما ضم أعضاءه الشريفة بالإجماع أفضل الأرض والفرق ما بين الدرهم والدينار في الصرف كالناس ألف منهم بواحد وواحد كألف.
سقى الله يثرب من بلدة
وطاف بها مستفيض السحاب
وقال آخر :
رعن الله طيبة من بلدة
وساق السحاب لأعتابها
وقال :
إذا اهتزت مناكب ذي افتخار
بقرب مليكه وعلو داره
وبالجملة فإن المدينة المنورة وإن كانت كثيرة اللآواء (2) فإن تحت ذلك فوائد يطول شرحها ومتاجر يتضاعف ربحها وكيف لا يحتمل المشتقات من أحب أن يتمتع بسيد أهل الأرض والسموات وينال ما وعد من جزيل المثوبات وجليل الهبات وانجاز وعده الصادق له بشفاعته وشهادته وبلوغ قصده في المحيا والممات وكم عسى تكون شدة المدينة ولأواها وإلى متى تستمر مشقتها وبلواها لو تأملت يا هذا لوجدت في البلاد ما هو في الشدة وشظف العيش مثلها بل أشق وأهلها لا يختارون عليها وهم على ذلك الحال بل وينشدون في ذلك قول من قال :
Bogga 114