139

Jawaahir Tafsiir

جواهر التفسير

Noocyada

ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

[الطلاق: 2 - 3]. جعلنا الله من عباده المتقين وحزبه المفلحين.

ولربما تساءل بعض الناس: هل المتقون بحاجة إلى الهداية مع تسنمهم ذروة التقوى وبلوغهم منتهى الصلاح؟ والجواب: أن العبد مهما بلغ من مراتب التقوى وقطع من مراحل الاهتداء لا يزال بحاجة إلى مزيد عناية من الله تنفحه بروح الهداية، ولطف المواهب، ومن هذا الباب قوله عز وجل في سورة الفاتحة تعليما لعباده المتقين: { اهدنا الصراط المستقيم } ، وقد سبق الكلام على ذلك، وليس ببعيد أن يكون المراد هدى للذين علم الله صيرورتهم إلى التقوى، لجواز أن يطلق على الشيء اسم ما يصير إليه، ومن هذا الباب قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

" من قتل قتيلا فله سلبه "

فإنه عندما وقع عليه القتل لم يكن قتيلا. وروي من طريق ابن عباس - رضي الله عنهما -:

" إذا أراد أحدكم الحج فليعجل فإنه يمرض المريض وتضل الضالة "

وقد حكى الله عن نوح - عليه السلام - أنه قال في دعائه على قومه:

ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا

[نوح: 27] يعني صائرا إلى الفجور والكفر، ولو روعي ما كانوا عليه من الضلال عند بداية نزول القرآن فقيل: " هدى للضالين " لم يستقم المعنى، لأن من الضالين من ختم الله على قلوبهم وسمعهم، وجعل على أبصارهم غشاوة، فلا يهتدون بأسباب الهداية، ولذا قال تعالى عنهم في هذه السورة:

إن الذين كفروا سوآء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

Bog aan la aqoon