Jawahir Mudia
الجواهر المضيئة في تراجم بعض رجال الزيدية
Noocyada
وكان المتولي لرسائل الإمام أحمد بن عز الدين ويضمنها غرائب المعاني، ولما أسر الإمام الحسن بن علي خاف على نفسه، وكان في الوعيلة(1) فارتحل يريد(2) الحجاز، ولما وصل إلى (صبيا) لقيه بها العلماء أزواجا وأفرادا، وطلبوا منه القيام(3) بأمر الله، ولم يزالوا يحاججوه حتى أجاب، ودمعه ينهمل، ويده من عظم ما حملوه تختظل(4)، وأجمع عليه في تلك الجهة علماء (الزيدية)، و(الشافعية) ومن أجلهم الفقيه محمد بن علي بن عمر، والسيد العلامة شمس الدين أحمد بن علي بن القاسم المعافا وغيرهما.
وكانت بيعته في شهر ربيع سنة (994 ه) تسعمائة وأربع وتسعين، ثم ارتحل إلى بلاد قحطان؛ لخلوها من الأتراك، ثم إنه غزا الأتراك إلى (جبل رازح) وأوقع بهم، وغنم منهم، وفي خلال ذلك دعا الإمام القاسم[بن محمد]، واعتذر في معارضته للإمام باعذار غير حاصلة لإمامة الإمام، ثم إن الإمام ارتحل إلى القاسم إلى (شهارة)، وأجمعا على أن إلى الإمام مدينة (صعدة) وما والاها، ويذود الأتراك عنها، وللقاسم جهات (اليمن)، وأوضعا قواعدا وذمما على ذلك، ومتى أزال الله الطغام اجتمع الزيدية، ونظروا من الأولى بذلك، ثم أن الإمام عاد إلى جهات (صعدة) فلم يرتفع ولاة القاسم عنها وهجموا على الإمام في المجمعة(5)، وسلمه الله بعد منازعة ومناظلة، ونقضوا الصلح المبرم، وكان منهم إهدار دماء السادة المؤيدية فألجئ الحال الأمير محمد إلى مصالحة الأتراك، ووقع ما قد دونه المؤرخون.
Bogga 228