ففي بعض طرق الحديث: هَلْ وَجَدْتَ فِيهَا، أي في التوراة وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، قَالَ: نَعَمْ، فاعترف هو لموسى، ﵉ أن الله، تعالى، سماه معصية، وبأنه ارتكب المنهي، ولكنه قال: إنه كان مكتوبا علي قبل أن أخلق، فلا بد من اختبار كسبه فأنا مضطر إلى اختياركسبه فأنا مضطر إلى اختياره لا مستقل فيه، وليس معناه أن هذا العمل مع كونه ارتكابا للمنهي ليس بمعصية لكونه مضطر إلى إختياره لا مستقلا فيه فإن هذا مما لا ينبغي أن يتوهم في حق مؤمن بالقدر. // ٤٨ // من عامة المؤمنين لأن لله تعالى الحجة البالغة فكيف بصفي الله آدم ﵇ هذا هو التحقيق في فهم الحديث انتهى الغرض من كلام شيخنا وإنما قال هذا هو التحقيق لأن هناك وجوها أخرى في بيان حجية آدم على موسى على نبينا وعليهما الصلاة والسلام لكنها مردودة ولهذا تركت نقلها والله تعالى هو الموفق للصواب.
مسند الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رضي الله تعالى عنه، وشكر مسعاه أرويه عن شيخنا المنلا إبراهيم المذكور إجازة وهو قد قال سمعت طرفا منه على شيخنا العارف بالله تعالى صفي الدين أحمد بن محمد المدني قدس سره بإجازته عن الشمس الرملي عن الزين زكريا عن الحافظ بن حجر عن الصلاح بن أبي عمر عن الفخر بن البخاري عن القاضي أبي المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله // ٤٩ // اللبان وأبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني عن أبي علي الحسن بن أحمد الحداد عن الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا الشافعي وهو أعلى ما عنده:
1 / 27