Jawahir Balagha
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
Daabacaha
المكتبة العصرية
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
المبحث الثامن في تعريف المسند إليه بأل
يؤتى بالمُسند إليه مُعرّفا (بأل العهدية) أو (أل الجنسية) لأغراض آتية.
أل العهدية
أل العهدية - تدخل على المُسند إليه للإشارة ىلى فرد معهود خارجًا بين المُتخاطبين - وعهده يكون:
«أ» إما بتقدم ذكره «صريحًا» كقوله تعالى «كما أرسلنا إلى فرعون رسولًا فعصى فرعون الرَّسولَ» - ويُسمَّى عهدًا صريحيًا.
«ب» وإمَّا بتقدم ذكره «تلويحًا» - كقوله تعالى «وليس الذكر كالأنثى» (فالذَّكر) وإن لم يكن مسبوقًا صريحًا، إلا أنه اشارة إلى «ما» في الآية قبله (ربِّ نذَرتُ لك «ما» في بطني مُحرَّرًا) (١)
فانهم كانوا لا يُحررون لخدمة بيت المقدس إلا الذكور، وهو المعنى «بما» ويسمى» عهدا كنائيًا»
«جـ» وإما بحضوره بذاته نحو: (اليوم أكملتُ لكن دينكم) أو بمعرفة السامع له - نحو: هل انعقد المجلس - ويُسمى (عهدًا حُضوريًا) .
أل الجنسية
أل الجنسية: وتسمى (لام الحقيقة) تدخل على المسند إليه لأغراض أربعة:
(١) للاشارة إلى الحقيقة: من حيث هي - بقطع النَّظر عن عمومها وخصوصها، نحو: الإنسان حيوانٌ ناطق.
وتسمى (لام الجنس) لأن الإشارة فيه إلى نفس الجنس، بقطع النظر عن الأفراد - نحو: الذهب أثمن من الفضة.
(٢) أو للإشارة إلى الحقيقة في ضمن فرد مُبهم، إذا قامت القرينة على ذلك، كقوله تعالى «وأخاف أن يأكله الذئب»
_________
(١) التحرير هو العتق لخدمة بيت المقدس، أي - وليس الذكر الذي طلبت كالانثى التي وهبت لها، فطلبها الذكر كان بطريق الكناية في قولها (رب إني نذرت لك ما في بطني محرراُ) فان ذلك كان مقصورًا عندهم على الذكور، فأل في (الذكر) عائدة إلى مذكر بطريق الكناية، وأل في (الانثى) عائدة إلى مذكور صريحا في قولها (رب إني وضعتها أنثى) - فالعهد الخارجي ثلاثة أنواع - صريحي، وكنائي، وعلمي.
1 / 116