Jawahir Balagha
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
Daabacaha
المكتبة العصرية
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
(١) القرينة: هي الامر الذي يجعله المتكلم دليلا على أنه أراد باللفظ غير ما وضع له، فهي تصرف الذهن عن المعنى الوضعي، إلى المعنى المجازي - وبتقييد القرينة بمانعة الخ خرجت (الكناية) فان قرينتها لا تمنع من أرادة المعنى الأصلي - والقرينة إما لفظية - أو حالية، فاللفظية: هي التي يلفظ بها في التركيب - والحالية: هي التي تفهم من حال المتكلم، أو من الواقع وأما القرينة التي تعين المراد من المجاز، فليست شرطا، واعلم أن كلا من المجاز والكناية في حاجة إلى قرينة، ولكنها في المجاز مانعة، وفي الكناية غير مانعة. (٢) سمى (مرسلا) لاطلاقه عن التقييد بعلاقة واحدة مخصوصة، بل له علاقات كثيرة، واسم العلاقة يستفاد من وصف الكلمة التي تذكر في الجملة - وليس المقصد من العلاقة إلا بيان الارتباط والمناسبة، فالفطن يرى ما يناسب كل مقام، وقيل سمى (مرسلا) لأنه أرسل عن دعوى الاتحاد المعتبرة في الاستعارة (٣) وكقول الشاعر: له أياد على سابغة أعدُّ منها ولا أعددها وكقوله: ... ... قامت تظللني من الشمس نفس أحب إلى من نفسي ... ... قامت تظللني ومن عجب شمس تظللني من الشمس فائدة: القصد من العلاقة: أنما هو تحقق الارتباط - والذكي يعرف مقال كل مقام، ثم ان (العلاقة) قيل تعتبر من جهة المعنى المنقول عنه، الذي هو الحقيقي - وقيل تعتبر من جهة المعنى المنقول إليه، لأنه المدار - وقيل تعتبر من جهتهما، رعاية لحقيهما. واعلم أن اللفظ الواحد: قد يكون صالحًا بالنسبة إلى معنى واحد، لأن يكون مجازا مرسلا، واستعارة باعتبارين.
1 / 252