Jawahir Balagha
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
Daabacaha
المكتبة العصرية
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
(١) قال السكاكي: قد يقيد الفعل بالشرط لاعتبارات تستدعى التقييد به ولا يخرج الكلام تقيييده به عما كان عليه من الخبرية والانشائية - فالجزاء إن كان خبرا: فالجمة خبرية نحو إن جئتني أكرمك أي أكرمك لمجيئك، وإن كان إنشاء فالجملة انشائية، نحو إن جاءك خليل فأكرمه، أي أكرمه وقت مجيئه، فالحكم عنده في الجمل المصدرة بأن وأمثالها في الجزاء، وأما نفس الشرط فهو قيد للمسند فيه، وقد خرجته الأداة عن الخبرية واحتمال الصدق والكذب. (٢) أي ففيه تغليب لمن لم يقطع له بالسفر على من قطع له به، فاستعملت (إن) في المجزوم: وهو من قطع له به بسبب تغليبه على من لم يقطع له به - وهذا السبب مساغ لذكر (إن) - واعلم أن التغليب (الذي هو أن يعطى أحد المصطحبين، أو المتشاكلين حكم الآخر) باب واسع يجري في أساليب كثيرة لنكات عديدة، سمحت بها المطولات في هذا المقام، واعلم أيضًا: أن المقصود بالذات من جملتي الشرط والجواب: هو جملة الجواب فقط، وأما جملة الشرط فهي قيد لها، فاذا قلت إن زارني سليم أكرمته فالمقصود أنك ستكرم سليما، ولكن في حال زيارته لك، فتعد الجملة اسمية أو فعلية أو خبرية أو إنشائية: باعتبار الجواب كما سبق توضيحه مفصلا: فارجع إليه إن شئت
1 / 152