182

Jawaabka Mukhtaar

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)

وأما أهل الكبائر فإن الملائكة يلعنونهم، واللعن ينافي الاستغفار، وذلك قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات....} إلى قوله: {أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}[البقرة:159]، وقوله تعالى: {والله لا يهدي القوم الظالمين، أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين}[آل عمران:86،87] يزيد ذلك تأكيدا قوله تعالى في وصفه للملائكة ": {بل عباد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى...}[الأنبياء:26-28] الآية، والدعاء بالرحمة والاستغفار من جملة الشفاعة كما تقرر، والله لا يرتضي أهل الكبائر بدليل قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}[المائدة:87] أي لا يرتضيهم بدليل أنه لا يصح أن يقول: أحبهم وما ارتضاهم، ولا ارتضاهم وما أحبهم؛ للتناقض، وإنما يرتضي سبحانه عباده المؤمنين بدليل قوله تعالى: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا...} إلى قوله: {والله يحب المحسنين}[المائدة:93].

Bogga 208