فسلام من علماء زوارة وعامتهم على من اشتاقت إليه قلوبنا وأضاءت الأقطار والمدن والقرى بعلمه بحر العلم والعمل واشتقنا إلى رؤيته إمام مذهبنا وحجة الأمة موافقيها ومخالفيها العلامة الشيخ محمد بن يوسف اطفيش المغربي الاباضي المضابي قائلين إنا نشكو إلى الله العظيم ثم إليك من أن الناس ينسبون إلينا ما لم نقله ونحن نطلب الإتصال بك وبمن اتبعك ونكره ان تجفونا وأنت تكتب إلى الأقطار ولا تكتب إلينا ولا بد من أن تكاتبنا كما تكاتب الناس ولو مخالفين ونحن أحق بك منهم فإنا الآن نسألك وتجيبنا ونذكر لك من جملة أهل البلد المعتبرين اللذين تتبعهم العامة الكاتبين إليك في هذا ه المسائل العربي بن الفقيه رمضان وعلي بن محمد بقوش والسنوسي بن الفقيه محمد بن جمعة الفطمي وشعبان بن السنوسي سلام عليك منهم ومن غيرهم وكلنا نحبك ونحب زيارتك بأرجلنا وقصدنا بذلك وجه الله الكريم ونبيه العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وبلغ سلامنا إلى من اتبعك من الطلبة والعوام ولا بد سيدنا أن تذكرنا فيمن تذكر وهذه مسائل نذكرها لك لتجيبنا فيها فامنن علينا بجوابها ثم بما تيسر من كتبك من الله عليك فذكروا أسئلتهم على الترتيب الذي يذكر في الجواب فأجابهم شيخنا جازاه الله بكل خير بعد البسملة والصلاة والسلام عليه تبرأ إخواننا علماء أهل زوارة من أن يقولو ا ولاية الله لعباده وبراءته تتقلبان بحسب تقلبهم من الطاعة إلى المعصية ومن المعصية إلى الطاعة وقالوا لسنا نقول ذلك وإنما ذلك قول لبعض الإباضية ونسب ذلك إلينا بل نقول كما تقولون ولايته إثبات الجنة للسعيد ولو في حال المعصية والنار للشقي ولو في حال الطاعة قلت لعل ذلك غلط ويدل على أنه غلط ما يوجد في كتاب عبد الله الفزاري من علمائهم أن ولايته تعالى الحكم بالجنة لأهلها وبراءته الحكم بالنار لأهلها على حد ما مر ءانفا ولعل ما نسب لهم من تقلب ولاية الله وبراءته قول لأوائلهم ومن بعدهم أو أرادوا بتقلبها أن الإنسان مطلقا إذا كان في المعصية فحاله غير مرضية عند الله وغير محبوبة عنده وأنه منهي عنها وإذا كان في الطاعة فحاله مرضية محبوبة هي لا هو ومأمور بها وهذا الإشكال فيه وأقر إخوانا علماءنا أهل زوارة بأن أسماء الله تعالى مخلوقة وقد قال به ابن بركة بل نسب إليه ما شهر عن مخلوقة وقد قال به ابن بركة بل نسب إليه ما شهر عن غيرهم من أن الناس جعلوا له الأسماء وأهل زوارة قالوا أردنا أن الألفاظ من أسمائه تعالى مخلوقة قلت هذا حق ولا ينكره عاقل وأنا أقول به من حين بلوغ الحلم فإن الألفاظ والتلفظ وتركيب الحروف والكلمات والنقوش ومحال ذلك وما كتب به حوادث بالمشاهدة فكيف يقال بقدمها ومعنى قدم أسماء الله أن معانيها صفات لله وما كان صفة فعل فمعنى قدمه أن الله تعالى متصف في الأزل أنه سيفعل ذلك الفعل وأنه تعالى عالم بها في الأزل وأنه سيخلق ألفاظ اللافظين بها وكتابتها ونقوشها في اللوح المحفوظ وغيره وقلت في شرحي على العقيدة عند قوله: "وليس منا من قال أن أسماء الله مخلوقة" ما نصه: بل قديمة فإنه تعالى أهل لمعانيها بلا أول وأهل لأن يذكر بلفظ الجلالة ولفظ عزيز ولفظ مريد ولفظ قادر وعالم وحي ومتكلم وفرد وسميع وبصير وخالق وفعال ورازق وغير ذلك من أسماء الصفات والأفعال فإنه كلها له قبل أن يخلق من يتلفظ بها وذلك هو أسماء الله ولا يوجد أحد يقول معاني أسمائه مخلوقة فإن معنى عالم الذات الواجب العلم والذات قديم إجماعا وعلمه قديم إجماعا ممن يعتد به وصفته ذاته وهكذا إلا أن الذات في صفات الفعل قديمة والفعل خلق من الله فالخالق الذات الواجب القديم والخلق فعله وقالت المعتزلة: كان بلا اسم وجعل الناس له أسماء وقال بعض: كان بلا اسم وخلق لنفسه أسماء وأوصى بها.
وأقر إخواننا علماء أهل زوارة بأن الإمامة واجبة إذا تمت شروطها كما نقول وصرح بذلك الشيخ عبد الله الفزاري وإنما قال بأنها غير واجبة ولو تمت شروطها عيسى بن عمير وليس من أهل زوارة ديانة وقد ردوا عليه ردا شديدا وأقر علماء أهل زوارة بأن الزاني في غير الفرج في الوقوف وهو خطأ فاحش لا بد يا إخواننا من التوبة منه فإن حفظ الفروج واجب بالقرآن والسنة واللمس أشد من النظر على الصحيح وقد صح الحديث تصريحا وبالقرآن دون تصريح إن النظر إلى الفرج كبيرة فكيف لا يكون اللمس كبيرة ودليل أشدية المس قوله تعالى: {فلمسوه بأيديهم} وإن ناظر فرج نفسه بلا شهوة أو فرج زوجته أو سريته ولو بشهوة لا ينقض وضوءه ومس الفرج في ذلك ناقض.
Bogga 3