Dambiga Lord Saville
جريمة اللورد سافيل
Noocyada
قالت الليدي: وسوء حظهم أيضا، فأنا مثلا سأكون في العام المقبل في خطر عظيم، من البر والبحر جميعا، ومن أجل هذا سأعيش في منطاد ترفع إلي وأنا فيه سلة طعامي كل مساء. وكل هذا مكتوب على أصبعي الصغيرة أو راحتي، لا أدري، فقد نسيت. - ولكن هذا إغراء للعناية الإلهية يا جلاديس ولا شك. - يا عزيزتي الدوقة، إن العناية الإلهية تستطيع أن تقاوم الإغراء، وعندي أن كل إنسان ينبغي أن تقرأ له كفه مرة كل شهر ليعرف ما ينبغي أن يتقي عمله، وصحيح أن الإنسان يفعل ما هو فاعل على كل حال، ولكن التحذير لا يخلو من متعة، والآن يحسن أن يجيئني أحدكم بالمستر بودجرز وإلا ذهبت بنفسي لأبحث عنه.
فقال شاب وسيم مديد القامة، وكان واقفا يصغي إلى الحديث وهو يبتسم : دعيني أذهب يا ليدي وندرمير. - شكرا لك يا لورد أرثر، ولكني أخشى أن لا تعرفه! - إذا كان كما تصفينه آية من آيات الله، فلا أحسب أني أخطئه، صفيه لي أجئك به في التو والساعة. - إنه لا يبدو كما نتخيل قارئ الكف، وإنما هو رجل قصير بدين أصلع الرأس وعلى عينيه نظارة كبيرة ذهبية الإطار - وهو يشبه طبيب العائلة - أو نائبا في الأرياف، وإني لآسفة جدا، ولكن هذا ليس ذنبي، وإنما الذنب للناس الذين لا يزالون يخيبون كل أمل، كل عازفي البيانو الذين أدعوهم يشبهون الشعراء، وكل شعرائي يشبهون عازفي البيانو، وأذكر أني دعوت في الموسم الماضي إلى العشاء رجلا من أفظع الفوضيين، رجلا نسف كثيرا من الناس وكان ينبغي أن يجيء لابسا درعا ومعه خنجر يخبئه في كمه، فهل تعلمون أنه لما جاء بدا لي كأنه قسيس ظريف، وظل يمزح طول الليل؟ وصحيح أنه كان ظريفا حلو الفكاهة إلى آخر ذلك، ولكن أملي فيه خاب، ولما سألته عن الدرع ضحك وقال: إن الجو في إنجلترا بارد جدا ... آه ... هذا هو المستر بودجرز! تعال يا مستر بودجرز فإني أريد منك أن تقرأ كف دوقة بيزلي. انزعي قفازك يا دوقة ... عن اليد اليمنى لا اليسرى.
فقالت الدوقة وهي تنزع قفازا من الجلد غير نظيف: يا عزيزتي جلاديس ... لست أرى أن هذا من الصواب تماما.
فقالت الليدي وندرمير: ما من شيء ممتع يكون من الصواب، ولكن يحسن بي أن أقوم بواجب التعريف، هذا هو المستر بودجرز قارئ الكف وهو أثير عندي يا دوقة، ويا مستر بودجرز هذه هي دوقة بيزلي. وإذا قلت: إن تل القمر الذي في كفها أكبر من الذي في كفي فلن أؤمن بك بعد ذلك أبدا!
فقالت الدوقة: أنا واثقة يا جلاديس أنه ليس في كفي شيء من هذا.
فقال المستر بودجرز وهو يلقي نظرة على كفها الصغيرة الغليظة وأصابعها القصيرة المبططة: إنك على حق يا سيدتي، فإن تل القمر ليس ظاهرا، أما خط الحياة فبديع. أرجو أن تثني رسغك ، شكرا لك، ثلاثة خطوط واضحة هنا، إن عمرك طويل يا سيدتي الدوقة وستكونين سعيدة جدا، الطموح معتدل، خط العقل ليس فيه مبالغة، خط القلب ...
فصاحت به الليدي وندرمير: والآن يا مستر بودجرز أرجو أن لا تتحرز!
فقال المستر بودجرز وهو ينحني: ليس أبعث على سروري من ذلك، لو كانت الدوقة غير ما أرى، ولكنه يؤسفني أن أقول: إني أرى ثباتا عظيما في عواطفها مقرونا بشعور قوي بالواجب.
فقالت الدوقة وقد بدا عليها السرور: استمر من فضلك يا مستر بودجرز.
فمضى المستر بودجرز في كلامه فقال: إن الاقتصاد ليس أقل فضائلك يا سيدتي الدوقة.
Bog aan la aqoon