خصام
قال شهريار ذات يوم لزوجته شهرزاد: تعلمين أنك مخطئة حين تقدرين أني سلوت عن سفك الدماء، وأنك مخطئة حين تظنين أنك حقنت دمك فلا يراق، وعصمت نفسك فلن تزهق؛ وإني لأحس شيئا من الظمأ إلى الدم، وأخشى أن يكون دمك أول ما يروي ظمئي.
قالت شهرزاد: إن كنت إنما تخوفني بذلك لأعاود القصص، فلن تبلغ مما تريد شيئا؛ لأن الخوف إن أنتج الفن مرة فلن ينتجه مرتين، وإن كنت جادا في هذا النذير فرو ظمأك وانقع غلتك؛ فلن يدل هذا إلا على أن علتك أعضل من أن يشفيها الفن، ولست أكره أن يكون دمي أول ما يروي ظمأك؛ فقد تجد من الندم ما يشفي هذه العلة التي عجز الفن عن شفائها. وأنت بعد مخير بين أن تصبر على هذا الظمأ البغيض فتصبر على ما تكره، وبين أن تنقع هذه الغلة فتضطر بنيك إلى اليتم وتظمئهم إلى دمك.
قال شهريار: فإن قتلتك وقتلت بنيك أيضا؟
قالت شهرزاد: إذن تصبر على الثكل حتى تلتمس الري لظمئك في دمك؛ فتغمد في صدرك الخنجر الذي تريد أن تغمده في صدورنا.
قال شهريار وقد ظهر عليه روع شديد: حجرا محجورا.
موعظة
قالت شهرزاد ذات يوم لزوجها شهريار: تعلم أني لم أفهم بعد لماذا لم تكتف بالانتقام من زوجك التي خانتك، فأردت أن تنتقم من النساء جميعا.
قال شهريار: إنها الفتنة! واقرئي إن شئت قول الله عز وجل:
واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .
Bog aan la aqoon