قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: كيف ذاك؟
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: إذا وفى لك الإخوان امتحنت في وفائهم، وفرضت عليك المروءة ألا تفتر ولا تبطر، ولا تستغل الوفاء فتشق عليهم بما لا يطيقون، وإن تنكر لك الإخوان امتحنت في تنكرهم وفرضت عليك المروءة ألا تقسو ولا تظلم ولا تتجنى ولا تنتظر منهم فوق ما يطيقون. وأنت ممتحن بعد ذلك في نفسك، تفرض عليك المروءة أن تفي لهم إذا وفوا، وتصفوا لهم إذا صفوا، وتعرفهم حين ينكرونك وتنصحهم حين يغشونك، وتبرهم حين يغدرونك، وتعطيهم أكثر مما يعطونك، وتسير من إخائهم على مثل الشوك.
صدقني، إن إخاء الإخوان محنة لا يثبت لها إلا أولو العزم.
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: فإني أوثر الوحدة.
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: هيهات! تلك أمنية تبتغى ولا تنال.
إخاء
قال الطالب الفتى لأستاذه الشيخ: كيف تقولون في إعراب هذا البيت:
أخاك أخاك إن من لا أخا له
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى: أما النحويون فيقولون: إن «أخاك» منصوب على الإغراء؛ لأن الشاعر يرغب في حب الإخوان والوفاء لهم.
Bog aan la aqoon