Dhanka Shucuurta ee Islaamka
الجانب العاطفي من الإسلام
Noocyada
وإذا أتته الدنيا عن طريق الختل، أو الغش، أو الجور أبى أن يقبلها، ورأى فراغ يده منها أرضى وأزكى لنفسه. وفى عفة المؤمن عن الحرام يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ولأن يأخذ ترابا فيجعله فى فيه خير له من أن يجعل فى فيه ما حرم الله عليه " وعن كعب بن عجرة رضى الله عنه قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت، النار أولى به. يا كعب بن عجرة. الناس غاديان فغاد فى فكاك نفسه فمعتقها، وغاد موبقها " . وانظر كم ترى الفرق شاسعا بين رجل يصيره طعامه حطبا للنار، وآخر يتكسب الحلال، ويتملك الكثير منه والقليل، فإذا ما ينفقه منه على نفسه وولده يحتسب زكاة له، ويوزن فى عمله مع الباقيات الصالحات. فعن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أيما رجل كسب مالا من حلال، فأطعم نفسه، أو كساها، فمن دونه من خلق الله فإن له به زكاة " . ونزول الإنسان على قانون الاكتفاء الذاتى هو العون الأكبر على ما يأمره به الإسلام من قنوع وعفاف، فإن أكثر متاعب الناس تأتيهم من السرف فوق ما يطيقون والتطلع إلى حياة لا يملكون أسبابها. وربما لجأوا إلى الاستدانة والمطال، أو إلى المسألة والضراعة، أو إلى الرشوة والسرقة، أو إلى النهب والسطو، كى يسدوا أبوابا من النفقة فتحوها على أنفسهم تزيدا وطمعا. ولو أنهم عاشوا فى حدود ما يملكون لاستراحوا وأراحوا. والاكتفاء الذاتى يلزم الإنسان أن يعرف موارده جيدا، ثم يضغط شهواته ورغائبه حتى لا تعدو به حدود ما يملك. وأن يغمض عينيه عن حياة الآخرين فلا يحاول المقارنة المثيرة. وأن يوقن بأن سقوطه رهن بمد يديه إلى هذا وذاك. وأنه كلما ترفع، واستعف ملك نفسه وثبت كرامته، وعاش وجيها فى الدنيا والآخرة. روى جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم والطمع فإنه هو الفقر وإياكم وما يعتذر منه " . 166
Bogga 153