Janaqu Masamiirka Dhulka
الجنقو مسامير الأرض
Noocyada
أرجو ملاحظة أنني تجنبت تماما كل التفاصيل التي ذكرها صديقي لي شخصيا عما وقع بينه والصافية؛ ما عدا تلك التي وافقت ما تحدث به الآخرون عنه وعن ود فور، ولكن اعتمادي الأكبر كان على المعلومات التي تدفقت في بيت أداليا دانيال يوم مريستها في سبت مضى، عندما أقامت ما يشبه سيمنارا أكاديميا حول ما اصطلح على تسميته في تلك النواحي بحكاية الصافية، وسيلاحظ تأثري بالوقائع التي اعتبرها الفكي علي حقائق ثابتة؛ أولها وأهمها أن الصافية تمتلك عضوين تناسليين، واحد يخص الرجال والآخر يخص النساء، والذي يخص الرجال مكتمل وكبير الحجم، ويختفي تحت شعر عانة كثيف وشائك، أما الحقيقة الثانية التي لا يتسامح في شأنها فكي علي هي أن الصافية فعلت بالرجلين فعل الذكر بالأنثى، وأن ذلك مؤكد ولديه دليلان لن يذكرا هنا، هنالك أيضا حقيقة يشك الفكي علي قليلا في صحتها ، ولكنه لا ينفيها، ورغم ذلك فقد حلف بجده لأبيه سليمان الزغرات السناري أن يزهق روحه في الحين والآن أن للصافية بنتا وولدا من امرأة بازاوية تسكن الآن في مشروع دوم، واسمها نعمة مشاكل، وهو يعرفها ويعرف أمها وأباها، وقد رأى البنت والولد بعينيه الكائنتين الآن في رأسه ووجهه.
أما فيما يخص تحول الصافية إلى مرفعين أو أسد أو ما شابه ذلك من حيوان فهو جائز، والمسألة عنده تتمحور حول اللبن، والمؤكد عنده أن تيراب البنية يورث عن طريق لبن الأم المرضع ثم قاس على ذلك، إذا نظرنا بدقة إلى حقائق وجوائز وتشككات الفكي علي، ثم قرأناها في إطارها الصحيح الذي هو مجموع قوالات، وإفادات، ومداخلات وما دار همسا فيما يشبه الندوة في يوم مريسة أداليا دانيال ببيتها، وما تطابق من شهادتي الرجلين اللذين خاضا تجربة واقعية وفعلية مع الصافية مع قوالات، وحكايات، وحقائق، وجوائز، وتشككات الناس، والفكي علي، وحذفنا من حكايتيهما كل ما شذ عن ذلك، مع الإهمال التام والمتعمد لمحكيات الصافية عن نفسها؛ لأنها لا يتوقع منها أن تقول سوى الجانب المشرف من الحكاية، أي الجانب الذي يجعلها تبدو كضحية لقوى خارقة خارجة عن إرادتها وضحية لبني الإنسان، وأنها كما يقال اعتمدت على بعض القوالات الدائرة في الحلة واعتبرتها حقيقة؛ ما شوش تفكيرها وخلط عليها الواقع بالمتخيل مما صاغ الأهالي سهوا، وأنها كما قال الفكي علي الزغراد واصفا حالها: «تشابه عليها البقر»، قبل أن أحكي حكاية الصافية بالصورة النهائية التي أعتبرها الحقيقة الكاملة فاجأتني أداليا دانيال باعتراف خطير، حدث قبل أكثر من ثلاث سنوات، يوم كان الناس في عز الخريف والعمال مشغولون بكديب العيش وفحواه، مع بعض التصرف من جانبي.
قالت أداليا: جاء التاجر فلان الفلاني، صاحب أحد المشاريع الكبيرة في تخوم زهانة، ولم يكن اليوم يوم مريستي، يوم أحد، طلبت مني الصافية أن أحضر لهما عرقي وعسلية من الحلة، مشيت لبيت أدي وأحضرت لهما كل شيء، وكانا قد أحضرا لحمة من السوق، إلا أنني اعتذرت لعدم تمكني من طبخها ؛ لأنني ذاهبة إلى الكنيسة وقد سبقني زوجي وولدي وابنتي إلى هناك، تركتهما يشربان ويطبخان في الراكوبة الكبيرة قرب اللالوبة، بعد أداء الصلاة عدت تاركة زوجي؛ حيث إنه يعمل على خدمة بيت ربنا إلى ما بعد المغرب، أما ابنتي والولد الذي يصغرها بسنتين، هي في الرابعة عشرة، فتركتهما مع الشباب الذين في عمرهما؛ حيث إنهم غالبا ما يبتكرون برامج شائقة تبقيهم مع بعضهم البعض إلى أن تغيب الشمس، كان بين بيتنا وبين الجيران باب صغير غالبا ما نتركه مفتوحا، ولأن بيت الجيران هو الأقرب للكنيسة؛ دخلت عبره، ثم إلى الراكوبة مباشرة، حيث وجدت الصافية تعلو جسد الجلابي الأسمر المستلذ المستكين تحتها منكفئا على وجهه، صرخت أداليا في دهشة: سجمي، حينها فقط تنبها، فانتزعت الصافية شيئها من لحم الجلابي الذي بوغت حتى أحدث، وبدا عليهما خليط من القلق، الحزن، العرم، والخوف الشديد، وأخذا في الاعتذار وطلب السترة. وعلى الرغم من أن أداليا، حسب إفادتها، رفضت المنحة المالية الكبيرة التي عرضها عليها الجلابي، إلا أنه أصر وأقسم وحلف بالطلاق وترك لها المال.
قالت أداليا: مشوا بيت الأم، الوقت داك ما كانت الصافية عندها بيت، وأنا من اليوم داك عرفت إنه الصافية دا راجل ومرا في نفس الوقت، وعملت حسابي منها.
ولم تخبر أداليا أحدا بهذه القصة غير الفكي علي الزغراد، وهو بكل سرية وتحفظ حدث بها الجميع، أكدت لي أداليا أن شيئها لم يكن طويلا، ولكنه قصير، وسمين، وأسود، ومحشور وسط الصوف، أما الفكي علي فقد وصفه مستخدما كلمة واحدة فقط: كبير!
بالرغم من أنني لا أميل إلى نشر ادعاء صديقي الذي تبجح أمامي ومختار علي بالقول بأنه أجبر الصافية على حلق شعرها فوجدها امرأة كاملة، بل وعذراء، وأنه أول رجل في حياتها، فإن ذكر تلك الحكاية يفتح أمام الجميع نافذة للفهم والولوج إلى عين الحقيقة، وذلك إذا أضفنا جملته القاطعة: أنا نجمتها «جعلتها ترى نجوم الظهر»، مش هي النجمتني.
ربما أربك مشروع الصافية هذه مشروع دراسة الجدوى؛ لأن هم الناس الآن وقضية ساعتهم هي إدراك حقيقة الصافية، والبنك ملحوق، فما زلنا في شهر يناير، ولكن هناك دائما من يشذ عن القاعدة، وعلى رأس هؤلاء الصافية ذاتها، جاءت في وفد من ثلاثة رجال تسأل عن دراسة الجدوى، قلت لهم: معليش أنا آسف، ما قدرت أكملها، كنت مشغول شوية.
قالت الصافية في جرأة: في موضوع صاحبك؟
قلت مراوغا: في هموم كتيرة، ولكن بكرة الصباح بكون خلصتها.
قالت بصورة حادة وجادة أخافتني، وهي تحملق في أم عيني بمقلتين حمراوين شرستين: أحسن تشوف المواضيع اللي فيها فايدة، وتسيب القوالات، والصواطات، للشراميط، واللوايطة، والمعرصين.
Bog aan la aqoon