Janaqu Masamiirka Dhulka
الجنقو مسامير الأرض
Noocyada
وكي يكتمل الحفل كان لا بد لود أمونة من أن يكون حاضرا، نظيفا، ظريفا، رشيقا، تراه في كل مكان، لا ينجو أحد من خدماته السريعة المتقنة، ولا من عطره القوي، أو صوته الخفيض الهادئ، رقص، غنى، دوبى، مدح، وعقد صفقات سرية سريعة مع من شاء فيما يشاء، بدءا بالخمور المستوردة، انتهاء بالبنيات، وكل له سعره، الفتاة، العزباء، المتزوجة، الأرملة، المحافظة، الشرموطة، الجن، الويسكي، الأحجبة والتمائم، المحاية، الأنشا، البيرة، الكونياك وحتى عرقي البلح، المريسة والعسلية مع خدمة توصيل الطلبات إلى الموقع، نسبة لما يتميز به الموظفون من عفة وتأفف، وكثير من الخجل والحرص يمنعهم من الحصول على الخدمات في مواقع إنتاجها، ولكن الله يخلي ود أمونة، حلال الكرب، لم يضايقه سوى طلب همس به أحدهم إليه في أذنه، وأكده بقرصة مباغتة في أليته، غمزة بعينه اليسرى وحركة لسان: أنا عايزك إنت يا ود أمونة إنت، في روحك دي يا ود أمونة.
قال لي ود أمونة فيما بعد، إنه أحس أن الدنيا أظلمت في وجهه، بالرغم من أنه ليس هذا هو الطلب الأول الذي يقدم له في شأن نفسه، وليست هي القرصة الأولى، ولا الغمزة الأولى، ولا هي أول حركة لسان داعرة يلوح بها إليه، ولكن لا يدري لماذا أدهشه هذا أكثر ، قال: قلت ليهو تعال بكرة في بيت أدي هنا، تلقاني قاعد، ولكنه لم يحضر.
فسألت ود أمونة: ماذا كان سيفعل به إذا حضر؟ قال لي وهو يضحك بطريقته الملتوية، التي تجعله دائما في موطن التشكك والظن: بصراحة بصراحة، الزول دا عجبني، والحمد لله إنه ما جاء.
كان حفلا جميلا مر بهدوء، استمتع به الجميع، حضرناه مع غيرنا من مواطني المدينة، حيث إن من لم يدع رسميا هنا، فهو مدعو عرفيا وعن طريق العادة، خسرت ألم قشي لإقامة هذا الحفل مالا كثيرا، ولكن فوائد ما بعد الحفل كانت أجدى.
قلت لألم قشي ونحن في بيت الأم، حيث اعتدنا أن نلتقي: تجارتك بقت كبيرة، وبقيتي غنية.
قالت مدعية البراءة: ناس المدينة يحبوا الملابس الحبشية.
قلت بمكر: وتاني؟
قالت في مكر: الأشرطة الحبشية والزائيرية.
قلت: وتاني؟ قالت بتحد: تقصد شنو؟
قلت لها بوضوح: البنات، ما بيحبوا البنات؟
Bog aan la aqoon