Janaqu Masamiirka Dhulka
الجنقو مسامير الأرض
Noocyada
جابت لي الممرضة، جابت لي الفكي علي ود الزغراد بنفسه، جابت لي القضيم، جابت لي العدسية، جابت لي أم جلاجل وعرقها المر، سوت لي المديدة، الفيتريتة الحمراء، وعصيدة الدخن. قاطعة الشايقي؛ وهو كما يعرف الجميع جعلي، ولكنه ملقب بالشايقي لآثار شلوخ في وجهه: قالوا الصافية دي فيها جنس مرا؟
وعض يده في ألم، ثم أضاف: لو كان بتنعرس، والله أعرسها.
ضحك الجميع في آن واحد، ولو أن بعضهم يخالفه الرأي، بل يحتفظ في أضابير وعيه، برأي عكس ما طرح تماما، لكنهم ضحكوا، تململ البعض، آثروا الاستماع، الكلام عن النساء وفيهن مثل أكل الموليتة، مر حارق، ولكنه لذيذ، دائما له طعم متجدد، ربما لأنه يحرك حنينا منطويا في ذواتهم عن أم جميلة فقدت في موطن ما، أو أخت حنينة لم تنس تماما، ولكنها مختبئة في ركن غيب الذاكرة، بعيدة قريبة في آن واحد، أو بنت استحال إنجابها، وربما زوجة، عشيقة، صديقة لم تتبين ملامحها بعد في موطن جاءوا جميعا منه إلى هنا، ولكن أيضا للصافية خصوصيتها، هنالك جوانب مظلمة في حياتها، خاصة في ما يتعلق بنشاطها الجسدي، وكل ما يدور في هذا الشأن ليس سوى أسطورات صغيرات يمخرن في أودية وخيران دافئة، تحت سنطات وسيالات عجفاوات، وعلى حوافر الثعالب والأرانب والحلوفات، أسطورات حالمات وديعات.
قال له مختار علي متحديا، وقد نسي أم تناسى حكايته: إنت لقيتها وين؟
قال أبكر آدم: لو ما لقيتها ما بكون سمعت بحكايتها مع ود فور، يا أخوي لو ما متنا شقينا المقابر.
حسنا، سوف لا نتطرق إلى هذه الحكاية الآن؛ لأنها معروفة ومكرورة، وقد يتولد لدى البعض بأننا نعرف كل ما يحيط بها، وهذا مجانب للحقيقة، فكل شخص في هذا المكان يحتفظ برواية خاصة به عن الصافية وود فور، حكيت من قبل من قبل عشرات الأشخاص؛ نساء ورجال وأطفال، وكل حكاية ما كانت تشبه الأخرى، وما جاءت به، ما يشبه الندوة في بيت أداليا دانيال يوم مريستها؛ كان شيئا آخر.
الجناح الذي خصتنا به الأم من بيتها الكبير المتسع يقع في آخر صف من القطاطي، الملحقة برواكيب صغيرة ممتدة في شريط قد يصل طوله إلى مائتي متر، وهو موقع شبه مهجور، وربما خاص، اكتمل المزاج بالشيشة حيث برع في إعدادها ود أمونة الذي لم يحتمل بقاءنا بدون نساء يحلين طعم القعدة ويكسبن بعض المال، ولم تعجبه فكرة أننا نكتفي بهذا الوحش - في نظره - الصافية، وذكر في أذني اسم ألم قشي، كلما وجد فرصة لفعل ذلك؛ لأنه لا يعرف عني زهدي في النساء، ظل يلاحقني إلى أن لاحظت ذلك الصافية، فتحدثت معه بأسلوب غليظ، حرمنا من نكاته وملاحظاته الجميلة عن الحلة وناسها وعن السجن، وحرمنا من نفحات عطر راق ينسمها، صمت ثم خرج.
قالت لنا الصافية من بين قرقرات الشيشة، وكأنها تمتص العالم كله في نفس واحد: البلد دي أسستها حبوبتي «جدتي» الصافية، أنا سموني عليها، لمان جات هنا كان البلد ما فيها غير المرافعين «الضباع»، والقرود، والحلوف، والجنون، البلد كلها غابة كتر، ولالوب، ونبك.
حكت لنا حكايات كثيرة ممتعة عن المكان قبل عشرات السنين؛ عن سجناء يهربون ب «الفرو» من سجن الحمرة بإثيوبيا، عن شياطين يسكنون ويتزاوجون مع البشر، عن بشر يتحولون إلى حيوانات وغربان، عن أناس يموتون ثم يحيون في شكل بعاعيت «أشباح».
وعن أناس عندما يموتون ويحيون سبع مرات، يتحولون إلى أبي لمبة، وعن بشر يأكلون البشر، وعن، وعن.
Bog aan la aqoon