قال: إي والله!
وإذا به لا يتماسك جوعا، فقمت إلى قعب لنا فيه أقط مطحون، وإلى عكة فيها سمن ورب فعصرتها على الأقط ثم أدنيتها منه وقلت: أصب من هذا. فأصاب منه، وقمت إلى سقاء فيه لبن فصببت عليه ماء باردا فشرب منه وتراجعت نفسه.
فقلت له: لقد بلغت ولقيت شرا فما أمرك؟
قال: أنا والله في هذه الهضبة التي ترين منذ ثلاث ما أريمها أنتظر أن أرى فرصة. فلما رأيت منحدر فتيانكم أتيتكم لأودعكم وأنا عامد إلى مصر. فتحدثنا ساعة ثم ودعنا وشخص، فلم تطل غيبته أن جاءنا نعيه، فزعموا أنه قال حين حضرته الوفاة:
صرح النعي وما كنى بجميل
وثوى بمصر ثواء غير قفول
ولقد يجر الذيل في وادي القرى
نشوان بين مزارع ونخيل
قومي بثينة فاندبي بعويل
وابكي خليلك دون كل خليل
Bog aan la aqoon