سنة 200: من الهجرة في ليلة الأحد لثمان عشرة خلت من المحرم
خرج الإمام محمد وأبو السرايا من الكوفة فأقام بالقادسية حتى تنام أصحابه ثم مضى على حمار واسفل الفرات فأمن هرثمة أهل الكوفة وأقام بظاهرها حتى أمن الناس، ومضى أبو السرايا يريد البصرة فسأل فأعلم بعلته السلطان واخرج عماله منها فإن المودة في خلل كثير لا يمكن مقاومتهم فأراد واسطا فقال له كذلك قال فأين ترى قال: أرى أن تعبروا دجلة، فسلك ذلك الطريق ثم عمد إلى هواز وسار إلى السوس فأغلقوا فنادى ففتحوا فدخلها وكان على الأهواز الحسن بن علي المأمون فوجه إلى أبي السرايا يعلمه بكراهيته قتاله ويسأله الإنصراف إلى حيث أحب، فلم يقبل وأبى إلا قتاله، فخرج المأمون فقاتله قتالا شديدا فقتل من أصحاب الإمام عدة وانهزموا وتقطعت دوابهم ومضى أبو السرايا حتى دخل خراسان وتولوا قرته فبلغ خاد الكيدعوس فوجه إليهم خيلا ثم ركب بنفسه وأمنهم على أن يحملهم إلى الحسن بن سهل فقتل أبو السرايا وصلب -رحمة الله عليه- وحمل الإمام إلى خراسان إلى المأمون وكر فكشفوا رأسه وتعجب المأمون من حداثة سنه أمر له بدار فاسكن فيها وجعل له فراشا وخادما وبقى نحو أربعين يوما وتوفي قال الشيخ أبو الفرج أنه دس إليه المأمون شربة فمات منها وهو ابن ثماني عشرة سنة وقتل أبو السرايا في ربيع الأول، وفيها طلب المأمون هو ثم أعين فسبه وضربه وحبسه فقتله الوزير الفضل بن سهل سرا لا إله إلا الله وكانت مدة أبي السرايا نحو ستة أشهر، وفيها توفي أنس بن عياض الليثي، وقتيبة بن مسلم البصري، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك والمغيرة بن سلمة المخزومي والزاهد والموصوف معروف .......ص47 صاحب الكرامات روى لهم السادة وفيها دعى الإمام نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -عليهم السلام- لما بلغه موت أخيه بمصر وهو مستتر قال الفقيه حميد فأجابه -عليه السلام- من الناس في بلدان مختلفة وجاءته بيعة اهل مكة والمدينة والكوفة والري وقزوين وطبرستان وتخوم الديلم، وكاتبه أهل العراق من البصرة والأهواز وخلوه على الطيور وأقام -عليه السلام- بمصر مستترا نحو عشر سنين، وفيها قام ودعى الإمام محمد بن جعفر الصادق -عليه السلام- قال السيد أبو طالب أن رجلا أيام أبي السرايا كتب كتابا فيه شتم آل أبي طالب حتى فاطمة الزهراء، فلم يجبهم بل دخل وتقلد سيفه وشهر سيفه وجرت بينه وبين المأمون حروب طويلة ثم اعتزل منه المأمون.
Bogga 52