سنة 193: فيها أوقع الرشيد بابن ماهان وأخذ أمواله ثم سار إلى
طوس وهو عليل، وفيها توفي العلامة أبو بشر إسماعيل بن علية الأسدي الحافظ أثنى عليه المحدثون ومحمد بن جعفر غندر الحافظ، وفيها أبو بكر عياش شعبة راضية عاصم قرأ اثني عشر ألف ختمة في زاوية بيته ذكره المرشد بالله -عليه السلام- وفي ثالث جماد الآخرة توفي هارون الرشيد بن محمد وكان خمارا احتاط بث الغناء وأربابه وبالغ في تعليمه وفاخر به وقد أوصى للأمين الجاهل.
سنة 194: فيها مبدأ الفتنة بين الأمين والمأمون أراد أن يخلع
أخاه من الخلافة بعده ليقدم عليه ولده ابن خمس سنين وكان المأمون أميرا بخراسان وبذل الأموال ونصح فلم يرع حتى آل الأمر إلى قتله، وفيها توفي الحافظ حفص بن عيان وثقوه وسويد بن عبد العزيز ضعفوه، وفيها قتل في غزوة شفيق البلخي الزاهد وعمر بن هارون البلخي روى عن الصادق، وفيها ولد البخاري محمد بن إسماعيل.
سنة 195: لما تيقن المأمون أن الأمين خلعه ودع الإمامة وجهز
الأمير على ابن عيسى بن هارون في جيش عظيم انفق عليه أموالا لا تحصى ووجه معه قيدا من فضة لأخيه، وأقبل طاهر من جهة المأمون بأربعة آلاف لا غير فحملوا على ابن ماهان فقتل بن ماهان وانهزم الجيش الكثيف وانتكس اللعين من هنا وطمع فيه أمراءه وفرق فيهم أموال الله، فما نفعوه وجهز جيشا أيضا فانتصر عليهم طاهر بعد وقعتين أو ثلاث وقتل مقدمهم وزحف طاهر حتى نزل بحلوان، وفيها توفي أبو معاوية الضربي محمد بن حاتم الحافظ ومحمد بن الفضيل المفتي والمحاربي عبد الرحمن بن محارب ثقات، وكان بن فضيل من الشيعة لا يزال والوليد بن مسلم الدمشقي صنف سبعين كتابا.
سنة 196: فيها دعى الحسين بن ماهان إلى المأمون وخلع الأمين
فقتله الجند، وفيها توفي معاذ بن معاذ العنتري وثقوه وأبو نواس الشاعر.
Bogga 48