Jamic Wajiz
الجامع الوجيز في وفيات العلماء أولي التبريز - للجنداري
Noocyada
بالله إلى المسجد الجامع لمبايعة الناس وكان أول من بايعه من السادة الأميران شيخا آل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شمس الدين يحيى وبدر الدين محمد ابنا أحمد بن يحيى بن يحيى، ثم السادة ثم ساير العلماء من الشيعة واستقر عليهم بصعدة وفرق الولاة والرعاة في النواحي والأقطار، وكان للأمير شمس الدين الغاية العظماء في ذلك وتحمل مشقة السفر على كبره وضعفه حتى ورمت قدماه من كثرة السفر والتعب في بلاد عزر والأهنوم ووصلت الدعوة إلى تهامة فقام بأمرها السيد نظام يحيى بن علي السليماني وانتشرت في الأقطار وتقدم الإمام بعد مدة إلى جهة الجوف فأقام في مراقش والناس يفيدون إليه من كل ناحية ويرجعون مبايعين وتقدم أيضا إلى جهة اليمن كلما مر بناحية أصلح فسادها حتى انتهى إلى المصانع واجتمع معه خلق كثير من كل ناحية، فحضر أكابر المطرفية فبايعوه ثم نهض-عليه السلام- إلى كوكبان فأقام فيه مدة وخلال ذلك أقبل إلى طاعته مكوس محمد من العجم وانضاف إليه من جبل العجم قدر مائتي فارس وبايعوه كلهم، وصلى صلاة التخير في شبام كوكبان ونحر وتقدم إلى صنعاء واثقا بالله فدخلها في سبعة أفراس لا غير وهم أخوته ومن يختص به وتأخر حكوا ومن معه خارج المدينة وتوجه -عليه السلام- نحو الجامع فاجتمع جند العجم فأحاطوا بالجامع إحاطة الهالة بالقمر فوقف -عليه السلام- فيه حتى وقت الصلاة للمغرب وأذن المؤذن بحي على خير العمل، ووقف ينتظر الفرح وانتهى الحال إلى أن أهل صنعاء الذين معه صوبوا خروجه من المسجد وألبسوه شيئا من ثيابهم ثم خرجوا به فيما بينهم فأقام في بعض دور المولين له بعض الليل ثم صوبوا خروجه من المدينة فوجدوها محروسة فاتفق رأي الشيعة على أن يقف في بيت رجل غير مشهور النسب، وتفرق أصحابه وباتت الزيدية مجتهدين في إفساد عسكر العجم حتى أفسدوا من الرجل قدر ثلاثة آلاف راجل حتى أصبح الصباح وقد انتظم لهم ما أرادوا وفتحت أبواب المدينة ودخل حكوا وأصحابه إلى الإمام وأقبل العجم الذين في صنعاء وإن بعضهم لترتعد يده هيبة وأذن لهم بالإنصراف فنزلوا نحوا اليمن الأسفل واستقر الإمام بصنعاء وجرت الأمور على أحسن حال وقال في دخوله ثناء على أهلها وفي عنايتهم له قصيدة طويلة منها:
فجاءت آزال جمع الله شملها
فجاء وافتتح الباب واتجهوا بنا
وقالوا جهاد الظالمين فريضة
ستفديك أموال عظام وأنفس
فقلنا لهم خيرا ثناء عليهم ... وأسند إليها الصالحات وأنعما
وقالوا لنا أهلا وسهلا ومغنما
فقد طال ما كنا نهاب تقسما
كرام وإن أضحى ذوو الفسق لوما
لكونهم فيما رجوناهم سلما
وفيها في المحرم توفى السلطان عماد الدين صاحب سنجار وكان عادلا حسن السيرة وقام ولده قطب الدين محمد، وفيها ملكت سلاطين الإسلام مدينة بلخ ورجعت من بلاد الإسلام.
وفيها خرجت الحظا وهم كفار إلى ناحية خراسان فعاثوا في البلاد فلقيهم عسكر غياث الدين الغوري فانهزموا وذلك أنهم أتوهم ليلا ومن عادة الحظا ألا يخرجوا ليلا فأكثر المسلمون فيهم القتل وانهزم من انهزم ظنا أنه غياث الدين،فلما أصبحوا علموا أنه عسكره ثبتوا عامة نهارهم فقتل من الفريقين خلق عظيم، ولحقت مجموعة من المسلمين بهم مدد فحملوا عليهم إلى جيحون فمن صبر قتل ومن فر غر ق، وكانت القتلى اثني عشر ألف ثم جهز ملك الحظا جيشا عظيما إلى خوارزم فحصرها فصارت المطوعة إلى السلطان فكانوا يغزونهم ليلا حتى قتلوا أكثرهم ورجع الباقون وتبعهم السلطان وحاصر بخارى فتبعها أهلها مع الخطا الكفار، فدام الحصار عليهم فدخلها وعفا عن أهلها.
وفيها توفى الحسن بن مسلم القادسي الزاهد وأبو المجد علي بن علي بن الناصر الفقيه الحنفي من ذرية محمد بن الحنفية مدرس الحنفية ببغداد.
Bogga 145