وَقَرِيب من هَذَا قَول امْرَأَة الْعَزِيز فِي يُوسُف فذلكن الَّذِي لمتنني فِيهِ وَلَقَد راودته عَن نَفسه فاستعصم [سُورَة يُوسُف ٣٢] فَأخْبرت بِجَمَال ظَاهره حِين أشارت إِلَيْهِ بِالْخرُوجِ عَلَيْهِنَّ ثمَّ ضمت إِلَى ذَلِك إخبارها بِأَن بَاطِنه أجمل من ظَاهره بِأَنِّي راودته فَأبى إِلَّا الْعِفَّة وَالْحيَاء والإستعصام
ثمَّ ذكر سُبْحَانَهُ من أَعمال الْأَبْرَار مَا يُنَبه سامعه على جمعهم لأعمال الْبر كلهَا فَذكر سُبْحَانَهُ وفاءهم بِالنذرِ وخوفهم من رَبهم وإطعامهم الطَّعَام على محبتهم لَهُ وإخلاصهم لرَبهم فِي طاعتهم
الْآيَة السَّابِعَة
وَذكر سُبْحَانَهُ الْوَفَاء بِالنذرِ وَهُوَ أَضْعَف الْوَاجِبَات فَإِن العَبْد هُوَ الَّذِي أوجبه على نَفسه بالتزامه فَهُوَ دون مَا أوجبه الله سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ فَإِذا وفى لله بأضعف الواجبين الَّذِي الْتَزمهُ هُوَ فَهُوَ بِأَن يُوفى بِالْوَاجِبِ الْأَعْظَم الَّذِي أوجبه الله عَلَيْهِ أولى وَأُخْرَى
وَمن هَهُنَا قَالَ من قَالَ من الفسرين المقربون يُوفونَ بِطَاعَة الله ويقومون بِحقِّهِ عَلَيْهِم وَذَلِكَ أَن العَبْد إِذا نذر لله طَاعَة فوفى بهَا فَإِنَّمَا يفعل ذَلِك لكَونهَا صَارَت حَقًا لله يجب الْوَفَاء بهَا وَهَذَا مَوْجُود فِي حُقُوقه كلهَا فَهِيَ فِي ذَلِك سَوَاء
ثمَّ أخبر عَنْهُم بِأَنَّهُم يخَافُونَ الْيَوْم العسير القمطرير وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة
1 / 71