236

Jamic Rasail

جامع الرسائل

Tifaftire

د. محمد رشاد سالم

Daabacaha

دار العطاء

Daabacaad

الأولى ١٤٢٢هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١م

Goobta Daabacaadda

الرياض

وَكَذَلِكَ السَّابِقُونَ الْأَولونَ من هَذِه الْأمة فِيمَا فَعَلُوهُ من الْجِهَاد وَالْهجْرَة لَو تركُوا ذَلِك واقتصروا على مَا دون كَانَ ذَلِك من أعظم سيئاتهم قَالَ النَّبِي ﷺ لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة وَإِذا استنفرتم فانفروا كَانَ الإقتصار على مُجَرّد ذَلِك من حَسَنَات الْأَبْرَار الَّذين لَيْسُوا من أُولَئِكَ السَّابِقين
وَكَذَلِكَ المُرْسَلُونَ لَهُم مأمورات لَو تركوها كَانَ ذَلِك سيئات وَإِن كَانَ فعل مَا دونهَا حَسَنَات لغَيرهم مِمَّن لم يُؤمر بذلك إِلَى نَظَائِر ذَلِك مِمَّا يُؤمر فِيهِ العَبْد بِفعل لم ؤمر بِهِ من هُوَ دونه فَيكون ترك ذَلِك سَيِّئَة فِي حقهه وَهُوَ من المقربين إِذا فعله وَيكون فعل مَا دون ذَلِك حَسَنَات لمن دونه
وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان يفضل على غَيره إِمَّا بِفعل مُسْتَحبّ فِي حَقّهمَا وَإِمَّا بِمَا يُؤمر بِهِ أَحدهمَا دون الآخر فيفعله وتخصيصه بِفِعْلِهِ قد يكون لقدرته وَقد يكون لامتحانه بِسَبَبِهِ كمن لَهُ والدان فَإِنَّهُ يُؤمر ببرهما وَيكون بذلك أفضل مِمَّن لم يعْمل مثل عمله كَمَا روى عَن النَّبِي ﷺ فِي حق المتصدقين بِفُضُول أَمْوَالهم المشاركين لغَيرهم فِي الْأَعْمَال البدينة ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء فَهَؤُلَاءِ المفضلون الإقتصار على مَا دون هَذِه الْأُمُور سيئات فِي حَقهم وحسنات لمن لَيْسَ مثلهم فِي ذَلِك

1 / 254