147

Jamic Rasail

جامع الرسائل

Baare

د. محمد رشاد سالم

Daabacaha

دار العطاء

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠١م

Goobta Daabacaadda

الرياض

وَمن هَؤُلَاءِ من يفرق بَين قَول الحلاج وَأَمْثَاله أَنا الْحق وَبَين قَول فِرْعَوْن أَنا ربكُم الْأَعْلَى بِأَن الحلاج وَأَمْثَاله قَالُوا ذَلِك وهم فانون فَالْحق نطق على ألسنتهم لغيبتهم عَن شُهُود أنفسهم وَأما فِرْعَوْن وَأَمْثَاله مِمَّن هم فِي شُهُود أنفسهم فقالوه مَعَ رُؤْيَتهمْ أنفسهم وَحَاصِله أَن الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي نطق على لِسَان الحلاج وَأَمْثَاله وَهَذَا شَرّ من قَول من يَقُول الْقُرْآن مَخْلُوق خلقه الله فِي الْهَوَاء وَنَحْوه لِأَن الجماد لَيْسَ لَهُ نطق يُضَاف إِلَيْهِ فوجود الْكَلَام فِيهِ شُبْهَة توجب جعله كلَاما لغيره أما الْإِنْسَان الْحَيّ إِذا وجد مِنْهُ مثل هَذَا الْكَلَام مُضَافا إِلَى نَفسه وَجعل الْمُتَكَلّم بِهِ هُوَ الله فَهَذَا صَرِيح بحلول الْحق فِيهِ واتحاده بِهِ كَمَا تَقوله النَّصَارَى فِي الْمَسِيح وَمَعْلُوم أَن النَّصَارَى أكفر من الْمُعْتَزلَة وَمَعْلُوم بالإضطرار من الْعقل وَالدّين أَن الله لم يتَكَلَّم على لِسَان بشر كَمَا يتَكَلَّم الجنى على لِسَان المصروع وَلَكِن يبْعَث الرُّسُل فيبلغون كَلَامه والمرسل يَقُول لرَسُوله قل على لساني كَذَا وَيَقُول كَلَامي على لِسَان رَسُولي فلَان أَي كَلَامي الَّذِي بلغه عني وَمن هَذَا قَول النَّبِي ﷺ إِن الله قَالَ على لِسَان نبيه سمع الله لمن حَمده أَي هَذَا من الْكَلَام الَّذِي بلغه الرَّسُول عَن الله كَمَا قَالَ تَعَالَى

1 / 158