Jamic Rasail
جامع الرسائل
Baare
د. محمد رشاد سالم
Daabacaha
دار العطاء
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٢هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠١م
Goobta Daabacaadda
الرياض
الْفساد وَلَا يرضى لِعِبَادِهِ الْكفْر فَإِذا أحب عبدا وأذنب كَانَ من التوابين المتطهرين
وَبَعض النَّاس يَقُول الشَّاب التائب حبيب الله وَالشَّيْخ التائب عتيقه وَلَيْسَ كَذَلِك بل كل من تَابَ فَهُوَ حبيب الله سَوَاء كَانَ شَيخا أَو شَابًّا وَقد روى أهل ذكرى أهل مجالستي وَأهل شكري أهل زِيَادَتي وَأهل طَاعَتي أهل كَرَامَتِي وَأهل معصيتي لَا أويسهم من رَحْمَتي إِن تَابُوا فَأَنا حبيبهم وَإِن لم يتوبوا فَأَنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب
وَهَذَا فعله مَعَ عباده إِذا أذنبوا إِمَّا أَن يَتُوب عَلَيْهِم وَإِمَّا أَن يبتليهم بِمَا يطهرهم إِذا لم يَجْعَل السَّيِّئَات تخفص درجتهم وَإِن لم يكن هَذَا وَلَا هَذَا انخفضت درجتهم بِحَسب سيئاتهم عَن دَرَجَات من ساواهم فِي الْحَسَنَات وَسلم من تِلْكَ السَّيِّئَات كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ وَلكُل دَرَجَات مِمَّا عمِلُوا [سُورَة الْأَنْعَام ١٣٢] لأهل الْجنَّة وَلأَهل النَّار دَرَجَات من أَعْمَالهم بحسبها كَمَا قد بسط فِي غير هَذَا الْموضع
وَالْعَبْد هُوَ فَقير دَائِما إِلَى الله من كل وَجه من جِهَة أَنه معبوده وَأَنه مستعانه فَلَا يَأْتِي بِالنعَم إِلَّا هُوَ وَلَا يصلح حَال العَبْد إِلَّا بِعِبَادَتِهِ وَهُوَ مذنب أَيْضا لَا بُد لَهُ من الذُّنُوب فَهُوَ دَائِما فَقير مذنب فَيحْتَاج دَائِما وَإِلَى الغفور الرَّحِيم الغفور الَّذِي يغْفر ذنُوبه والرحيم الَّذِي يرحمه فينعم عَلَيْهِ وَيحسن إِلَيْهِ فَهُوَ دَائِما بَين إنعام الرب وذنوب نَفسه كَمَا قَالَ أَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ إِنَّه يسير بَين مطالعة الْمِنَّة ومطالعة عيب النَّفس وَالْعَمَل وكما قَالَ ذَلِك الْعَارِف لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ إِنِّي أصبح بَين نعْمَة وذنب فَأُرِيد أَن أحدث للنعمة شكرا وللذنب اسْتِغْفَارًا
1 / 116