اعتباره، إما بقلة الأجزاء وكثرتها، أو بتقديره مخالفا في الأوصاف، على اختلاف القولين، وإذا وجب الاعتبار في الجملة للمضاف، فللنجاسة أولى، ولأن عدم وجوب التقدير يفضي إلى جواز الاستعمال، وإن زادت النجاسة على الماء أضعافا، وهو كالمعلوم البطلان، فوجب تقدير الأوصاف، لأنها مناط التنجيس وعدمه.
وهذا القول أرجح وأقرب إلى الاحتياط.
فعلى هذا يمكن أن تقدر المخالفة على وجه أشد، كحدة الخل، وذكاء المسك، وسواد الحبر، لمناسبة النجاسة تغليظ الحكم.
والظاهر اعتبار الوسط، اعتبارا للأغلب، لرجحانه.
وهل تعتبر أوصاف الماء وسطا، نظرا إلى شدة اختلافها كالعذوبة والملوحة، والرقة والغلظة، والصفاء والكدورة؟ فيه احتمال، ولا يبعد اعتبارها، لأن له أثرا بينا في قبول التغير وعدمه.
قوله: (لو اتصل الواقف القليل بالجاري لم ينجس بالملاقاة).
يشترط في هذا الحكم علو الجاري، أو مساواة السطوح، أو فوران الجاري من تحت القليل إذا كان الجاري أسفل، لانتفاء ثبوته بدون ذلك.
قوله: (الجريات المارة على النجاسة الواقفة طاهرة وإن قلت عن الكر مع التواصل).
الجرية: هي الدفعة من الماء الجاري بين حافتي النهر عند جريانه على سطح منحدر.
وقد ذهب بعض العامة إلى أن الجريات الحاصلة في الماء عند جريانه متفاصلة معنى ، وإن تواصلت حسا، فلكل جرية حكم نفسها، فيعتبر فيها الكثرة، وإلا
Bogga 115