82

Jamic Kabir

الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور

Baare

مصطفى جواد

Daabacaha

مطبعة المجمع العلمي

الفن الثاني من القطب الثاني في ذكر أصناف علم البيان وانقساماتها وهو بابان: الباب الأول في الصناعة المعنوية وينقسم إلى تسعة وعشرين نوعًا، وإنما قدمنا ذكر المعاني على الألفاظ؛ لأن المعاني هي التي تقرر أولًا في النفس وترتب في القلوب، ثم يطلب لها بعد ذلك ألفاظ تعرب عنها، وتدل عليها ولأن المعاني أشرف من الألفاظ وأعلى محلًا. فاعرف ذلك. النوع الأول في الاستعارة وهو أن تريد تشبيه الشيء، فتدع الإفصاح بالتشبيه وإظهاره، وتجيء على اسم المشبه به وتجريه عليه كقولك: (رأيت رجلًا هو كالأسد في شجاعته وقوة بطشه سواء)، فتدع ذلك ونقول: (رأيت أسدًا) وهذا يكون على ضربين: أحدهما: أن تجعل المشبه هو المشبه به، بأن تنزله وتسقط ذكر المشبه من البين كقولك: (رأيت أسدًا) والثاني بأن تجعل المشبه به، خبرًا عن المشبه في باب الاستعارة، وأورده جماعة العلماء مثل: قدامة، والجاحظ، وأبي هلال العسكري، والغانمي، وأبي محمد بن سنان الخفاجي في تصانيفهم في باب

1 / 82