250

قال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا خرص من الخلاء، تردد في الدار، ويقعد قعدة قبل أن يتوضأ، فظننت أنه يريد بذلك الاستبراء.

وقلت لأبي عبد الله: إني أجد بلة بعد الوضوء؟

فقال: ضع يدك في سفلتك، واسلت ما ثم حتى ينزل، وتتردد قليلا، واله عنه، ولا تجعل ذلك من همك، فإن ذلك من الشيطان يوسوس.

وقال جعفر بن محمد: سمعت أبا عبد الله، يقول: إذا نتره -يعني: الذي يبول- ثلاث مرات، أرجو أنه يجزئه.

قال: وسألت إسحاق بن راهويه عن الاستبراء وهو قاعد: فرأى أن الاستبراء كذلك، وذهب إلى ثلاث مرات، ولم يذهب إلى المشي.

"سير أعلام النبلاء" 11/ 357

قال حنبل: حديث حجاج المصيصي، عن شريك، عن إبراهيم [بن حزم]، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء أتيته بماء فاستنجى، ثم مسح بيده على الأرض، ثم توضأ (¬1).

فقال أحمد: هذا حديث منكر، إنما هو عن أبي الأحوص عن عبد الله، ولم يرفعه.

"بدائع الفوائد" 3/ 167.

قال حرب: قال الإمام أحمد: لم يصح في الاستنجاء بالماء حديث (¬2).

Bogga 413